الثالث : من الاثنين إلى الواحد ، كقوله : (فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى) (طه : ٤٩) ، (فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى) (طه : ١١٧).
الرابع : من الاثنين إلى الجمع ، كقوله : (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ [قِبْلَةً] (١) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (يونس : ٨٧) ، وفيه انتقال آخر من الجمع [إلى] (٢) الواحد ، فإنه ثنّى ثم جمع ، ثم وحّد ، توسعا في الكلام.
وحكمة التثنية أنّ موسى وهارون هما اللذان يقرران قواعد النبوة ، ويحكمان في الشريعة ، فخصمهما بذلك ، ثم خاطب الجميع باتخاذ البيوت قبلة للعبادة ؛ لأن الجميع مأمورون بها ، ثم قال لموسى [وحده] (٢) : (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (يونس : ٨٧) ، لأنه الرسول الحقيقي الذي إليه البشارة والإنذار.
الخامس : من الجمع إلى الواحد ، كقوله [تعالى] (٢) : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (يونس : ٨٧) وقد سبق حكمته. ومن نظائره قول بعضهم في قوله تعالى : (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً) (البقرة : ٣٨) ، ثم قال : (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً) (البقرة : ٣٨) ، ولم يقل «منّا» مع أنه للجمع أو للواحد المعظم نفسه ، وحكمته المناسبة للواقع ، فالهدى لا يكون إلا من الله ، فناسب الخاص للخاص.
السادس : من الجمع إلى التثنية ، كقوله : (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا ...) (الرحمن : ٣٣) إلى قوله : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) (الرحمن : ٣٤).
السابع (٣) : ذكر بعضهم من الالتفات تعقيب الكلام بجملة مستقلة ملاقية له في المعنى على طريق المثل أو الدعاء ، فالأول كقوله : (وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) (الإسراء : ٨١) ؛ والثاني كقوله [تعالى] : (ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) (التوبة : ١٢٧).
الثامن : من الماضي إلى الأمر ، كقوله [تعالى] : (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ) (الأعراف : ٢٩) وقوله : (وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلاَّ ما
__________________
(١) ليست في المخطوطة ، وكلمة «بيوتكم» محرفة في المخطوطة إلى (بيوتا).
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) هذه الأقسام الآتية زيادة على التقسيم المذكور أولا حيث جعلها «ستة أقسام».