حكاية عن قول الملائكة : (قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ) (البقرة : ٣٠).
ومثل ما حكاه عن المنافقين : (قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ) (البقرة : ١١).
وقوله : (قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ) (البقرة : ١٣).
[(وَقالَتِ الْيَهُودُ)] (١) (البقرة : ١١٣).
[ومثله] (٢) (وَقالَتِ النَّصارى) (البقرة : ١١٣) ، ومثله في القرآن كثير.
وكذلك ما أودع في القرآن من اللغات الأعجمية.
***
ويقرب من التضمين في إيقاع فعل موقع آخر إيقاع الظن موقع اليقين في الأمور المحققة ؛ كقوله تعالى : (١) [(الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ) (البقرة : ٤٦).
(الَّذِينَ يَظُنُّونَ] (١) أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللهِ كَمْ [مِنْ] فِئَةٍ [قَلِيلَةٍ] (١)) (البقرة : ٢٤٩).
(وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها) (الكهف : ٥٣).
(وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ) (ص : ٢٤).
[٢٢٥ / ب](وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) (فصلت : ٤٨).
وشرط ابن عطية في ذلك ألا يكون متعلّقه حسيّا ، كما تقول العرب في رجل يرى حاضرا : أظن هذا إنسانا ، وإنما يستعمل ذلك فيما لم يخرج إلى الحسّ بعد ، كالآيات السابقة.
قال الراغب في «الذريعة» (٣) : «الظنّ إصابة المطلوب بضرب من الأمارة متردّد بين يقين وشك ، فيقرب تارة من طرف اليقين ، وتارة من طرف الشك ، فصار أهل اللغة يفسّرونه بهما ؛ فمتى رئي إلى طرف اليقين أقرب استعمل معه «أنّ» المثقلة والمخففة فيهما ، كقوله
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) ليست في المطبوعة.
(٣) قول الراغب موجود أيضا في كتابه المفردات في غريب القرآن ص ٣١٧ مادة (ظنّ) بمعناه ، وبلفظه في كتابه «الذريعة إلى مكارم الشريعة» ص ١٨٥ ـ ١٨٦ توابع العقل ، وقد طبع كتاب الذريعة في القاهرة مطبعة الوطن سنة ١٢٩٩ ه / ١٨٨١ م ، وسنة ١٣٠٨ ه / ١٨٩٠ م ، وطبع في القاهرة المطبعة الشرفية سنة ١٣٢٤ ه / ١٩٠٦ م ، وطبع في القاهرة سنة ١٣٣٤ ه / ١٩١٥ م ، وفي القاهرة المطبعة الأزهرية وراجعه طه عبد الرءوف سعد سنة ١٣٩٩ ه / ١٩٧٩ م (معجم سركيس ص ٩٢٢) ، وطبع بالأوفست في بيروت بدار الكتب العلمية سنة ١٤٠١ ه / ١٩٨١ م ، وطبع في القاهرة بتحقيق أبو اليزيد العجمي دار الصحوة سنة ١٤٠٥ ه / ١٩٨٥ ، وحققه عبد المجيد النجار (أخبار التراث العربي ١٩ / ١٦).