وقوله : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ) (البقرة : ٨٣) ، ضمّن (لا تَعْبُدُونَ) معنى «لا تعبدوا بدليل قوله بعده : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) (البقرة : ٨٣) ، وبه يزول (١) الإشكال في عطف [٢٢٦ / أ] الإنشاء على الخبر ؛ [لكن] (٢) إن كان (حُسْناً) معمولا لأحسنوا ، فعطف (قُولُوا) عليه أولى لاتفاقهما لفظا ومعنى ، وإن كان التقدير و «يحسنون» فهو كالذي قبله ، والعطف على القريب أولى. وقيل [إن] (٣) : (لا تَعْبُدُونَ) (البقرة : ٨٣) أبلغ من صريح النهي لما فيه من إيهام أن المنهيّ يسارع إلى الانتهاء ، فهو مخبر عنه.
وكذا قوله : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ) (البقرة : ٨٤) في موضع «لا تسفكوا».
وقوله في سورة الصف : (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (الآية : ١٣) عطفا على قوله : (تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ) (الصف : ١١) ، ولهذا جزم الجواب.
وقوله : «(إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ) (يس : ٥٥) إلى قوله : (وَامْتازُوا الْيَوْمَ) (يس : ٥٩): ؛ فإن المقام يشتمل على تضمين (إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ) (يس : ٥٥) معنى الطلب ، بدليل ما قبله : (فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً) (يس : ٥٤) ، فإنه كلام وقت الحشر لوروده معطوفا بالفاء ، على قوله : (إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) (يس : ٥٣) وعامّ لجميع الخلق لعموم قوله : (لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً) (يس : ٥٤) ، وإن الخطاب الوارد بعده على سبيل الالتفات ، وهو قوله : (وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (يس : ٥٤) ، خطاب [عام] (٤) لأهل المحشر ، فيكون قوله : (إِنَ
__________________
ولكن ضبط كلمة (نردّه) في الصحيحين بفتح الدال وفي بيان ذلك نقل ابن حجر في فتح الباري ٤ / ٣٣ ما نصه (قال عياض : ضبطناه في الروايات «لم نردّه» بفتح الدال ، وأبى ذلك المحققون من أهل العربية وقالوا : الصواب أنه بضم الدال لأن المضاعف من المجزوم يراعى فيه الواو التي توجيها لها ضمة الهاء بعدها ، قال وليس الفتح بغلط بل ذكره ثعلب في «الفصيح». نعم تعقبوه عليه بأنه ضعيف ، وأوهم صنيعه أنه فصيح ، وأجازوا أيضا الكسر وهو أضعف الأوجه ، قلت : ووقع في رواية الكشميهني بفك الإدغام «لم نردده» بضم الأولى وسكون الثانية ولا إشكال فيه) ، وشاهد الزركشي في الحديث بضمها.
(١) في المخطوطة (فيزول).
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) ليست في المطبوعة.
(٤) ليست في المخطوطة.