بمعنى حبّ الخيل ؛ وسميت الخيل خيرا لما يتصل بها من العز والمنعة كما روي : «الخيل معقود بنواصيها الخير» (١) ، وحينئذ فالمصدر مضاف إلى المفعول به.
وقيل في قوله تعالى : (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ) (الحجر : ٢٢) : إن أصله «ملاقح» ، لأنه يقال : ألقحت الريح السحاب ، أي جمعته ، وكل هذا تفسير معنى ، وإلا فالواجب صون القرآن أن يقال فيه مثل ذلك.
وذكر أبو عبيدة (٢) في قوله : (إِلاَّ مُكاءً وَتَصْدِيَةً) (الأنفال : ٣٥) ، معناه «تصددة» ، فأخرج الدال الثانية ياء لكسرة الدال الأولى ، كما حكاه صاحب «الترقيص» (٣).
وحكي عن أبي رياش في قول امرئ القيس (٤) :
فسلّي ثيابي من ثيابك تنسلي
معناه «تنسلل» فأخرج اللام الثانية ياء لكسرة اللام الأولى ؛ ومثله قول الآخر :
وإنّي لأستنعي وما بي نعسة |
|
لعلّ خيالا منك يلقى خياليا (٥) |
أراد [٢٣٤ / أ] أستنعس ؛ فأخرج السين ياء.
__________________
(١) في المخطوطة (الخير معقود بنواصي الخيل) ، ونص الحديث كما هو في المطبوعة ، أخرجه من رواية جرير بن عبد الله رضياللهعنه ، مسلم في الصحيح ٣ / ١٤٩٣ كتاب الإمارة (٣٣) ، باب الخيل في نواصيها الخير ... (٢٦) ، الحديث (٩٧ / ١٨٧٢).
(٢) هو معمر بن المثنى تقدم التعريف به في ١ / ٣٨٣ ، وانظر كتابه «مجاز القرآن» ١ / ٢٤٦ سورة الأنفال ، ولم نجد عبارة الزركشي عنده ، ولعل صاحب «الترقيص» تصرف في العبارة ونقل عنه الزركشي
(٣) هو محمد بن المعلى بن عبد الله الأزدي النحوي أبو عبد الله ، روى عن الفضل بن سهل وأبي كثير الأعرابي ، وله «شرح ديوان تميم بن مقبل وغير ذلك» (ياقوت ، معجم الأدباء ١٩ / ٥٥) ، وكتابه «الترقيص» ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون ١ / ٤٠١.
(٤) عجز بيت من ديوان امرئ القيس ص ٣٧ وصدره : وإن تك قد ساءتك مني خليقة ... ، وهو من معلقته ومطلعها :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل |
|
بسقط اللّوى بين الدّخول فحومل |
أما أبو رياش فهو أحمد بن إبراهيم الشيباني اللغوي من أهل اليمامة ، روى عن مشايخ زمانه بالبصرة ، وكان فصيح اللسان روى عنه عبد السلام البصري وطبقته ت (٣٣٩ ه) (القفطي إنباء الرواة ١ / ٦٠).
(٥) البيت للمجنون ، ذكره الجرجاني في أسرار البلاغة ص ٢٥٩ فصل وهذا نوع آخر في التعليل ، وفيه «وإني لأستغشي».