وفرّق الراغب (١) بين النداء ، والدعاء (٢) بأن النداء ، قد يقال إذا قيل «يا» أو «أيا» ونحوه من غير أن يضمّ (٣) إليه الاسم ، والدعاء لا يكاد يقال إلا إذا كان معه الاسم ؛ نحو : «يا فلان».
وقوله : (إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا) (الأحزاب : ٦٧).
وقوله : (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) (الأحزاب : ١٢).
وقوله : (لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ) (فاطر : ٣٥) ، فإن «نصب» مثل «لغب» وزنا ومعنى ومصدرا. ٢ / ٤٧٤
وقوله : (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) (البقرة : ١٥٧) ، على قول من فسّر الصلاة بالرحمة ، والأحسن خلافه ، وأن الصلاة للاعتناء وإظهار الشرف ، كما قاله الغزاليّ (٤) وغيره ، وهو قدر مشترك بين الرحمة والدعاء والاستغفار ، وعلى هذا فهو من عطف المتغايرين (٥).
وقال الزمخشريّ (٦) في قوله [تعالى] (٧) : (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) (البقرة : ٤) : إنّهم هم المذكورون أولا ؛ وهو من عطف الصفة على الصفة.
(٨) [واعترض عليه بأن شرط عطف الصفة على الصفة] (٨) تغاير الصفتين في المعنى ، تقول : «جاء زيد العالم والجواد والشجاع» أي الجامع لهذه المعاني الثلاثة المتغايرة ، ولا تقول : «زيد العالم والعالم» فإنه تكرار ؛ والآية من ذلك ؛ لأن (٩) المعطوف عليه قوله [تعالى] (١٠) : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (البقرة : ٣) ، والمعطوف قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) (البقرة : ٤) ، والمنزل هو الغيب بعينه.
__________________
(١) انظر مفردات القرآن ص ١٦٩. مادة (دعا).
(٢) في المخطوطة (الدعاء والنداء).
(٣) في المخطوطة (تضم).
(٤) إحياء علوم الدين ١ / ١٥٩ وما بعدها.
(٥) في المخطوطة (المتغاير).
(٦) الكشاف ١ / ٢٣.
(٧) ليست في المخطوطة.
(٨) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٩) في المخطوطة (إن).
(١٠) ليست في المخطوطة.