ومثله قوله : (وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً* فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ* وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ* وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) (الواقعة : ٧ إلى ١٠) ، وهذه الآية مماثلة في المعنى للتي قبلها ، وأصحاب المشأمة هم الظالمون لأنفسهم ، وأصحاب الميمنة هم المقتصدون ، والسابقون هم السابقون بالخيرات.
كذلك (١) قوله تعالى : (لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا) (مريم : ٦٤) الآية ، فاستوفى أقسام الزمان ولا رابع لها.
وقوله : (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ) (النور : ٤٥) إلى قوله : (ما يَشاءُ) (النور : ٤٥) ، وهو في القرآن كثير ، وخصوصا في سورة براءة.
ومنه قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً) (الرعد : ١٢) ، وليس في رؤية البرق إلا الخوف من الصواعق والطمع في الأمطار ، ولا ثالث لهما.
٣ / ٤٧٢ وقوله : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* (٢) [وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ] (٢)) (الروم : ١٧ ـ ١٨) ، فاستوفت أقسام الأوقات ، من طرفي كل يوم ووسطه مع المطابقة والمقابلة.
وقوله : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ) (آل عمران : ١٩١) ، فلم بترك سبحانه قسما من أقسام الهيئات.
ومثله آية يونس : (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً) [٢٤٧ / ب](أَوْ قائِماً) (الآية : ١٢).
لكن وقع بين ترتيب الآيتين مغايرة أوجبتها المبالغة ، وذلك أنّ المراد بالذّكر في الأولى الصلاة فيجب فيها تقديم (٣) [القيام عند العجز [عن] (٤) القعود ثم عند الاضطجاع وهذه بخلاف الضر فإنه يجب فيه تقديم] (٣) الاضطجاع ، وإذا زال بعض الضرّ قعد المضطجع ، وإذا زال كل الضرّ قام القاعد ، فدعا لتتم الصحة ، وتكمل القوّة.
__________________
(١) في المخطوطة (وكذلك).
(٢) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة وكتب موضعها ( ... الآية).
(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٤) زيادة يقتضيها السياق.