فتكرار «الموت» في عجز البيت أوسع من تكراره في صدره (١) ؛ لأنا إذا عللنا هذا انما (٢) نقول : أعاد الظاهر موضع المضمر لما أراد من تعظيم الموت وتهويل أمره ، فإذا علّلها مكررة (٣) في عجزه عللناه بهذا ، وبأن الكلام جملتان.
إذا علمت هذا ، فمثاله في الجملتين كقوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ) (البقرة : ٢٨٢) ، وقوله : (إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ) (العنكبوت : ٣١).
(٤) [وقد أشكل الإظهار هاهنا] (٤) والإضمار في المثل قوله : (إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) (القصص : ٣٢).
وأجيب بأنه لما كان المراد في مدائن لوط إهلاك القرى صرح في الموضعين بذكر القرية التي يحلّ بها (٥) الهلاك ؛ كأنها اكتسبت الظلم معهم واستحقت الهلاك معهم ؛ إذ للبقاع تأثير في الطباع ، ولما كان المراد في قوم فرعون إهلاكهم بصفاتهم ، حيث كانوا ولم (٦) يهلك بلدهم ، أتى بالضمير العائد على ذواتهم ، من حيث هي من غير تعرض للمكان.
٢ / ٥٠٢ واعلم أنه (٧) [متى طال الكلام حسن إيقاع الظاهر موضع المضمر كيلا يبقى الذهن متشاغلا بسبب ما يعود عليه اللفظ فيفوته ما شرع] (٧) فيه ، كما إذا كان ذلك في ابتداء آية أخرى ، كقوله تعالى : (قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ وَمَنْ أَظْلَمُ ...) (البقرة : ١٤٠) الآية.
وقوله : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ [لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ]) (٨) (البقرة : ١٤٣).
وقوله : (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ) (النور : ٣٥).
وقوله : (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ ...) (النور : ٣٧) الآية.
__________________
(١) في المخطوطة (هذه).
(٢) في المخطوطة (إنا).
(٣) في المخطوطة (تكرره).
(٤) العبارة ساقطة من المخطوطة.
(٥) في المخطوطة (لها).
(٦) في المخطوطة (أو لم).
(٧) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٨) تمام الآية ليس في المطبوعة.