يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) (المنافقون : ٦). إنّ «الفاسقين» يراد بهم (١) المنافقون ، ويكون قد أقام الظاهر مقام المضمر ، [١٥٨ / ب] والتصريح بصفة الفسق سبب لهم. ويجوز أن يكون المراد العموم لكل فاسق ، ويدخل فيه المنافقون دخولا أوليّا ، وكذا سائر هذه النظائر.
وليس من هذا الباب قوله تعالى : (إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ) (الإسراء : ٢٥) ـ أي في معاملة (٢) «الأبوين» (٣) (فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً) (الإسراء : ٢٥).
وقوله [تعالى] (٤) : (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ) (البقرة : ٩٧) إلى قوله : (فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ) (البقرة : ٩٨).
وكذلك كل ما (٥) فيه شرط فإن الشروط أسباب (٦) ولا يكون الإحسان للوالدين سببا (٦) لغفران الله لكل تائب ، لأنه يلزم أن يثاب غير الفاعل بفعل (٧) غيره ؛ وهو خلاف الواقع.
وكذلك معاداة بعض الكفرة لا يكون سببا لمعاداة كلّ كافر ، فتعيّن (٨) في هذه المواضع أن يكون من باب إقامة الظاهر مقام المضمر ليس إلا.
الثاني : قد مرّ أن سؤال وضع الظاهر موضع المضمر حقه أن يكون في الجملة الواحدة ؛ نحو : (الْحَاقَّةُ* مَا الْحَاقَّةُ) (الحاقة : ١ ، ٢) فأما إذا وقع في جملتين فأمره سهل وهو أفصح من وقوعه في الجملة الواحدة ، لأن الكلام جملتان ، فحسن فيهما ما لا يحسن في الجملة الواحدة ، ألا ترى إلى قوله : ٢ / ٥٠١
لا أرى الموت يسبق الموت شيء |
|
نغّص الموت ذا الغنى والفقيرا (٩). |
__________________
(١) في المخطوطة (به).
(٢) في المخطوطة (مقابلة).
(٣) في المخطوطة (الأوابين).
(٤) ليست في المخطوطة.
(٥) في المخطوطة (كلما). بدل (كل ما).
(٦) عبارة المخطوطة (ولا يكون إحسان الوالدين لوالديهم سبب ...).
(٧) في المخطوطة (بثبات).
(٨) في المخطوطة (فيتعين).
(٩) تقدم الكلام عن البيت في ٣ / ٦١.