هي صيغة المبالغة كغفار ورحيم وغفور ومنان كلّها مجاز ، إذ هي موضوعة للمبالغة ؛ ولا مبالغة فيها ، لأن المبالغة هي أن تثبت للشيء أكثر مما له ، وصفات الله (١) [متناهية في الكمال ، لا يمكن المبالغة فيها ، والمبالغة أيضا تكون في صفات تقبل الزيادة والنقصان ، وصفات الله] (١) تعالى منزّهة عن ذلك. انتهى.
وذكر هذا للشيخ ابن (٢) الحسن السّبكي فاستحسنه ، وقال : إنه صحيح إذا قلنا : إنها صفات.
فإن قلنا : أعلام زال ذلك.
قلت : والتحقيق أنّ صيغ المبالغة على قسمين :
أحدهما : ما تحصل المبالغة فيه بحسب زيادة الفعل.
والثاني : بحسب تعدّد المفعولات.
ولا شك أن تعدّدها لا يوجب للفعل زيادة ، إذ الفعل الواحد قد يقع على جماعة متعدّدين.
و [على] (٣) هذا التقسيم (٤) يجب تنزيل جميع أسماء الله تعالى التي وردت على صيغة المبالغة كالرحمن والغفور والتواب ونحوها ، ولا يبقى إشكال حينئذ ، لهذا (٦) قال بعض المفسرين في حكيم (٥) معنى المبالغة فيه تكرار (٦) حكمه بالنسبة إلى الشرائع.
٢ / ٥٠٨ وقال الزمخشري (٧) في سورة الحجرات : المبالغة في التواب للدلالة على كثرة من يتوب إليه (٨) من عباده ، أو لأنه بليغ في قبول التوبة ، نزّل صاحبها منزلة من لم يذنب (٩) قط لسعة كرمه.
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (أبو).
(٣) ساقطة من المخطوطة.
(٤) في المخطوطة (القسم).
(٥) في المخطوطة (ولهذا).
(٦) في المخطوطة (حكم).
(٧) في المخطوطة (فتكرار) بدل (فيه تكرار).
(٨) انظر الكشاف ٤ / ١٦ ـ ١٧.
(٩) في المخطوطة (عليه).
(١٠) في المخطوطة (يتب) وتصويبه من الكشاف.