وقد أورد بعض الفضلاء سؤالا في قوله تعالى : (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة : ٢٨٤) ، وهو أن «قديرا» (١) من صيغ المبالغة يستلزم الزيادة على معنى «قادر» ، والزيادة على معنى «قادر» محال ، إذ الاتحاد من واحد لا يمكن فيه التفاضل ، باعتبار كلّ فرد فرد.
وأجيب عنه بأن المبالغة لما لم يقدر حملها على كلّ فرد وجب صرفها إلى مجموع الأفراد التي دلّ السياق عليها ، والمبالغة إذن بالنسبة إلى تكثير التعلق لا بالنسبة إلى تكثير الوصف.
وكذلك قوله تعالى : (وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة : ٢٨٢) ، [١٦٠ / أ] يستحيل عود المبالغة إلى نفس الوصف ، إذ العلم بالشيء لا يصح التفاوت فيه ، فيجب صرف المبالغة فيه إلى المتعلق ، إما لعموم كل أفراده ، وإما لأن يكون المراد الشيء ولواحقه ، فيكون من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل.
الثاني : سئل أبو علي الفارسيّ : هل تدخل المبالغة في صفات الله تعالى فيقال : «علاّمة»؟ فأجاب بالمنع ؛ لأن الله تعالى ذمّ من نسب إليه الإناث لما فيه من النقص ، فلا يجوز إطلاق اللفظ المشعر بذلك.
حكاه الجرجاني (٢) في «شرح الإيضاح».
الثالث : أنه لو جرّد عن الألف واللام لم يصرف (٣) لزيادة الألف والنون في آخره مع العلمية أو الصفة. ٢ / ٥٠٩
وأورد الزمخشريّ (٤) بأنه لا يمنع «فعلان» صفة من الصرف إلا إذا كان مؤنثة ، «فعلى» كغضبان وغضبى ، وما لم يكن مؤنثة «فعلى» ينصرف ، كندمان وندمانة (٥) وتبعه (٦) ابن عسكر (٧) بأن «رحمن» وإن لم يكن له [مؤنث] (٨) على «فعلى» فليس له مؤنث على
__________________
(١) في المخطوطة (قدير).
(٢) تقدم التعريف به في ٢ / ٤٢٠ ، وكتابه «شرح الإيضاح والتكملة» مخطوط بالإسكوريال ثاني ٤٤ ، وفي بايزيد ٤٠١٥ ، وفي القاهرة ثاني ٢ / ١٦٣. (بروكلمان مترجم ٢ / ١٩١).
(٣) في المخطوطة (يعرف).
(٤) انظر الكشاف ١ / ٦ ـ ٧.
(٥) تصحفت في المخطوطة إلى (وندمان).
(٦) زيادة في المخطوطة كما يلي (وأجاب وتبعه).
(٧) تصحف الاسم في المطبوعة إلى (عساكر).
(٨) ساقطة من المخطوطة.