٢٩ ـ يحشر الناس لا بنين ولا آ |
|
باء إلّا وقد عنتهم شؤون |
وأما ما يستحق فيه البناء على الكسر أو الفتح فضابطه أن يكون جمعا بالألف والتاء المزيدتين ، نحو «مسلمات» تقول «لا مسلمات في الدّار» قال الشاعر :
______________________________________________________
الشّاهد فيه : قوله «إلفين» ؛ فإنه قد وقع اسما للا النافية للجنس ، وهو مثنى ؛ فبني على ما كان ينصب عليه وهو الياء ، ألا ترى أنك لو أدخلت عليه عاملا يقتضي نصبه لقلت ورأيت «إلفين» مثلا؟
٢٩ ـ هذا بيت من الخفيف ، وهذا البيت من الشواهد التي لم أعثر لها على نسبة إلى قائل معين ، وقد أنشده المؤلف في أوضحه (رقم ١٥٨).
اللّغة : «يحشر» أصل معنى الحشر الجمع ، ومنه قولهم : حشر الأمير جنده ، أي جمعهم ، والحشر في عرف الشرع : بعث الناس من القبور ، «عنتهم» أهمتهم ، تقول : عناني أمرك يعنيني ، وعناني يعنوني ، عناية ـ بكسر العين في المصدر أو فتحها ـ وعنيت به مبنيّا للمجهول أو بوزن رضي ـ كل هذا مستعمل وارد عن العرب ، «شؤون» جمع شأن ، وهو الأمر والخطب.
الإعراب : «يحشر» فعل مضارع مبني للمجهول ، «الناس» نائب فاعل ، «لا» نافية للجنس ، «بنين» اسم لا ، مبني على الياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم ، وخبر لا محذوف ، «ولا» الواو عاطفة ، لا : نافية للجنس أيضا «آباء» اسم لا ، مبني على الفتح في محل نصب ، والخبر محذوف أيضا ، وجملة لا الثانية مع اسمها وخبرها معطوفة بالواو على جملة لا الأولى واسمها وخبرها ، «إلا» أداة استثناء ، «وقد» الواو واو الحال ، قد : حرف تحقيق ، «عنتهم» عنى : فعل ماض ، والتاء للتأنيث ، وضمير الغائبين مفعول به ، «شؤون» فاعل عني ، والجملة من الفعل والفاعل والمفعول في محل نصب حال ، وهذا الحال في المعنى مستثنى من عموم الأحوال ، وتقدير الكلام : يحشر الناس لا بنين موجودون ولا آباء موجودون في حال من الأحوال إلا في الحال التي عنتهم وأهمتهم فيها شؤون وأمور خطيرة تلهي كل واحد وتشغله بنفسه عن كل من عداه.
الشّاهد فيه : قوله «بنين» حيث وقع اسم لا جمع مذكر سالما ، وهو قوله «بنين» وبني معها على الياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها كما كان ينصب بذلك لو كان معربا. واعلم أن أبا العباس المبرد قد ذهب إلى أن اسم لا إذا كان مثنى أو مجموعا كان معربا ؛ لأن التثنية والجمع من خصائص الأسماء ؛ فهما يعارضان سبب البناء ، ألست ترى أن «أي» الشرطية والاستفهامية معربتان عند عامة العلماء ـ مع تضمنهما معنى الحرف ، بسبب ما عارض شبه الحرف من ملازمتها للإضافة التي هي من خصائص الأسماء ، وهو قول مردود عليه ، والذي يدل على فساد ما ذهب إليه أنه وافق الجمهور على بناء المنادى المثنى على الألف والمجموع