وقال الآخر :
٣٥ ـ * تراكها من إبل تراكها*
______________________________________________________
والكسرة والياء مما يخص به المؤنث كقولك : أنت تذهبين ونحوه» اه. كلامه.
ومثل هذا الشاهد مما لم يذكره المؤلف قول رؤبة بن العجاج :
* نظار كي أركبها نظار*
وقول جرير بن عطية :
نعاء أبا ليلى لكلّ طمرّة |
|
وجرداء مثل القوس سمح حجولها |
وقال الآخر :
مناعها من إبل مناعها |
|
أما ترى الموت لدى أرباعها |
٣٥ ـ هذا بيت من الرجز المشطور ، وهو من شواهد سيبويه (ج ١ ص ١٢٣ ـ وج ٢ ص ٣٨) ولم ينسبه ولا نسبه الأعلم ، وبعده قوله :
* أما ترى الموت لدى أوراكها*
الإعراب : «تراكها» تراك : اسم فعل أمر بمعنى اترك ، مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والضمير البارز المتصل مفعول به مبني على السكون في محل نصب ، «من إبل» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من المفعول به ، «تراكها» تراك : اسم فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والضمير البارز مفعول به ، والجملة مؤكدة للجملة السابقة ، «أما» أداة استفتاح «ترى» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، «الموت» مفعول به لترى ، «لدى» ظرف مكان متعلق بترى ، أو بمحذوف حال من الموت ، ولدى مضاف وأوراك من «أوراكها» مضاف إليه ، وأوراك مضاف وضمير الغائبة العائد إلى الإبل مضاف إليه ، مبني على السكون في محل جر.
الشّاهد فيه : قوله «تراكها» في الموضعين ، حيث اشتق من مصدر الفعل الثلاثي الذي هو «ترك يترك» اسما على زنة فعال ـ بفتح الفاء والعين ـ واستعمله بمعنى فعل الأمر وبناه على الكسر ، قال الأعلم : «الشاهد فيه : وضع تراكها موضع اتركها وهو اسم لفعل الأمر ، ووجب له البناء على الكسر ، لأنه مبني ، وكان حقه السكون ، وكسر لالتقاء الساكنين ، وخص بالكسر لأنه مؤنث والكسر يختص به المؤنث» اه. كلامه.
ومثل هذا ـ غير ما قدمناه مع شرح الشاهد السابق ـ قولهم للضبع «دباب» بدال مهملة مفتوحة بعدها باء موحدة ـ أي دبى ، وكذا قول الشاعر :