والثالثة : لجمهورهم ، وهي التفصيل بين أن يكون مختوما بالراء فيبنى على الكسر ، أو غير مختوم بها فيمنع الصرف ، ومثال المختوم بالراء «سفار» بالسين المهملة والفاء اسم لماء ، و «حضار» بالحاء المهملة والضاد المعجمة اسم لكوكب ، و «وبار» بالباء الموحدة اسم لقبيلة ، و «ظفار» بالظاء المعجمة والفاء اسم لبلدة ، قال الشاعر أنشده سيبويه :
٣٩ ـ متى تردن يوما سفار تجد بها |
|
أديهم يرمي المستجيز المعوّرا |
______________________________________________________
الإعراب : «إذا» ظرف للزمان المستقبل خافض لشرطه منصوب بجوابه ، «قالت» قال : فعل ماض ، والتاء للتأنيث ، «حذام» فاعل قالت ، مبني على الكسر في محل رفع ، والجملة من الفعل والفاعل في محل جر بإضافة إذا إليها ، «فصدقوها» الفاء واقعة في جواب إذا ، وما بعدها فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة فاعل ، وضمير الغائبة العائد إلى حذام مفعول به ، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب إذا ، «فإن» الفاء تعليلية ، إن : حرف توكيد ونصب ، «القول» اسم إن «ما» اسم موصول : خبر إن ، مبني على السكون في محل رفع ، «قالت» قال : فعل ماض ، والتاء علامة التأنيث ، «حذام» فاعل قالت ، مبني على الكسر في محل رفع ، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها صلة الموصول ، والعائد محذوف ، وتقدير الكلام : فإن القول الذي قالته حذام.
الشّاهد فيه : قوله «حذام» في الموضعين ؛ فإن الرواية فيه بكسر آخره ، وهو فاعل في الموضعين ؛ فدل ذلك على أنه مبني على الكسر ؛ إذ لو كان معربا للزم أن يرتفع بالفاعلية ظاهرا ، فلما لم يرتفع لفظا علمنا أنه مرفوع المحل ، وهذا هو البناء ، ونظير هذا البيت قول النابغة :
أتاركة تدلّلها قطام؟ |
|
رضينا بالتّحية والسّلام |
فقد جاء بقوله «قطام» مكسورا مع أنه في موضع الرفع لأنه مبتدأ تقدم خبره وإما فاعل بتاركة سد مسد خبره.
ونظيره قول الحماسي :
أبيت اللّعن إن سكاب علق |
|
نفيس لا يعار ولا يباع |
فقد جاء بقوله «سكاب» مكسورا مع أنه في موضع النصب لأنه اسم إن ، وسكاب : علم على فرس معين كما قاله المؤلف.
٣٩ ـ هذا بيت من الطويل وهو للفرزدق ، وقد بحثت عنه في كتاب سيبويه لقول المؤلف إنه أنشده ، ولكني لم أجده ، مع أنني رأيت كلامه على هذه المسألة وعلى كلمة «سفار» بذاتها ، وقد