وقال الأعشى فجمع بين اللغتين التميميتين :
______________________________________________________
رواه صاحبا اللسان ومعجم البلدان هكذا :
* متى ما ترد يوما سفار تجد بها*
اللّغة : «سفار» بوزن قطام ـ منهل قبل ذي قار بين البصرة والمدينة ، وهو لبني مازن بن مالك من بني عمرو بن تميم ، «المستجيز» المستقى ، «المعور» الذي لا يسقى إذا طلب الماء.
الإعراب : «متى» اسم شرط جازم يجزم فعلين ، وهو ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب ، والعامل فيه تجد ، «تردن» ترد : فعل مضارع فعل الشرط ، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة في محل جزم بمتى ، «يوما» ظرف زمان متعلق بترد ، «سفار» مفعول به لترد ، مبني على الكسر في محل نصب ، «تجد» فعل مضارع ، وهو جواب الشرط ، مجزوم وعلامة جزمه السكون ، «بها» جار ومجرور متعلق بتجد ، «أديهم» مفعول به لتجد ، «يرمي» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى أديهم ، والجملة في محل نصب صفة لأديهم ، «المستجيز» مفعول به ليرمي ، «المعور» صفة للمستجيز.
الشّاهد فيه : قوله «سفار» فإنه اسم على زنة فعال ـ بفتح الفاء ـ وهو علم على مؤنث وآخر حروفه راء مهملة ، وهو في هذا البيت مروي بكسر آخره مع أنه مفعول به ، والمفعول منصوب ، فدل ذلك على أنه مبني على الكسر ، قال سيبويه (ج ٢ ص ٤٠) : «فأما ما كان آخره راء فإن أهل الحجاز وبني تميم فيه متفقون ، ويختار بنو تميم فيه لغة الحجاز» اه ، ثم قال (ج ٢ ص ٤١) : «واعلم أن جميع ما ذكرنا في هذا الباب من فعال ما كان منه بالراء وغير ذلك : إذا كان شيء منه لمذكر ، لم ينجر أبدا ، كان المذكر في هذا بمنزلته إذا سمي بعناق ؛ لأن هذا البناء ، لا يجيء ، معدولا عن مذكر فيشبه به» اه.
ومن أمثلة هذا النوع المختومة بالراء «جعار» وهو اسم للضبع ، وقد قال الشاعر : (وهو النابغة الجعدي كما في سيبويه والأعلم ٢ / ٣٨ ، وأبو صالح عبد الله بن خازم الصحابي كما قال الشنقيطي) :
فقلت لها عيثي جعار وجرّري |
|
بلحم امرئ لم يشهد اليوم ناصره |
فبني «جعار» على الكسر ، وهو منادى حذفت منه ياء النداء ، والأصل «يا جعار» وتقول في إعرابه : منادى مبني على ضم مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة البناء الأصلي في محل نصب ، وقد استوت فيه لغة أهل الحجاز ، ولغة بني تميم.
ومن أمثلته التي آخرها راء «عرار» وهو اسم بقرة بعينها ، وفيها ورد قولهم في مثل من أمثالهم (هو المثل رقم ٤٣٨ في مجمع الأمثال بتحقيقنا) «باءت عرار بكحل» فقد ورد قولهم «عرار»