الثالثة : إعرابه إعراب ما لا ينصرف في حالة الرفع خاصة ، وبناؤه على الكسر في حالتي النصب والجرّ ، وهي لغة جمهور بني تميم ، يقولون : «ذهب أمس» فيضمونه بغير تنوين ، و «اعتكفت أمس ، وعجبت من أمس» فيكسرونه فيهما ، وهذا كله يفهم من قولي في المقدمة «ويمنع الصرف في الباقي» ، وقولي «الباقي» أردت به «أمس» في الرفع وما ليس في آخره راء من باب حذام وقطام.
وإذا أريد بأمس يوم ما من الأيام الماضية ، أو كسّر ، أو دخلته «أل» أو أضيف ـ أعرب بإجماع ، تقول : «فعلت ذلك أمسا» أي في يوم ما من الأيام الماضية ، وقال الشاعر :
٤٣ ـ مرّت بنا أوّل من أموس |
|
تميس فينا ميسة العروس |
وتقول : «ما كان أطيب أمسنا» (١) وذكر المبرد والفارسيّ وابن مالك والحريري
______________________________________________________
الشّاهد فيه : قوله «مذ أمسا» فإن كلمة أمس قد وردت في هذه الأبيات مفتوحة مع أنها مسبوقة بحرف جر ، فدل على أنها عوملت معاملة ما لا ينصرف ، فجرت بالفتحة نيابة عن الكسرة ، ولا يجوز أن تكون معربة منصرفة وهو ظاهر ، ولا أن تكون مبنية ؛ لأنها لو كانت مبنية لكسرت ، إذ ليس في العرب من يبنيه على الفتح ، خلافا لما زعمه الزجاجي.
٤٣ ـ هذا بيت من الرجز ، أو بيتان من مشطوره ، ولم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين ، وقد أنشده في اللسان عن جماعة ، ولم يعين قائله.
اللّغة : «تميس» تتبختر «ميسة العروس» الذي في اللسان «مشية العروس».
الإعراب : «مرت» مر : فعل ماض ، والتاء علامة التأنيث ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي ، «بنا» جار ومجرور متعلق بمر ، «أول» ظرف زمان منصوب بمر ، وأصل الكلام : مرت بنا وقتا أول ، «من أموس» جار ومجرور متعلق بأول ، «تميس» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي ، والجملة في محل نصب حال من فاعل مرت «فينا» جار ومجرور متعلق بتميس ، «ميسة» مفعول مطلق ، وميسة مضاف و «العروس» مضاف إليه.
الشّاهد فيه : قوله «أموس» فإنه جمع أمس ، وهو معرب ، ألا تراه مجرورا بالكسرة الظاهرة بعد حرف الجر؟ وذلك لأن الجمع من خصائص الأسماء ، وخصائص الأسماء علة قادحة في البناء ، إذا وجدت منعت منه ، فافهم ذلك.
__________________
(١) ما : تعجبية مبتدأ ، مبني على السكون في محل رفع ، كان : زائدة فلا محل لها من الإعراب ، أطيب : فعل