وقوله :
٨٥ ـ أقاطن قوم سلمى أم نووا ظعنا |
|
إن يظعنوا فعجيب عيش من قطنا |
وقولي «رافعا لمكتفى به» أعمّ من أن يكون ذلك المرفوع اسما ظاهرا ، ك «قوم سلمى» في البيت الثاني ، أو ضميرا منفصلا ، ك «أنتما» في البيت الأول ، وفيه ردّ على الكوفيين والزّمخشري وابن الحاجب ؛ إذ أوجبوا أن يكون المرفوع ظاهرا ، وأوجبوا في قوله تعالى : (أَراغِبٌ أَنْتَ) [مريم ، ٤٦] أن يكون محمولا على التقديم
______________________________________________________
موصول مبني على السكون في محل جر بعلي ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر تكون «أقاطع» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، والجملة لا محل لها صلة ، والعائد ضمير محذوف منصوب بأقاطع ، وجواب إذا محذوف يدل عليه سياق الكلام ، والتقدير : إذا لم تكونا لي على من أقاطعه فما واف بعهدي أنتما.
الشّاهد فيه : قوله «ما واف أنتما» حيث رفع الوصف الذي هو واف ضميرا منفصلا على أنه فاعل أغنى عن الخبر ؛ لكونه معتمدا على حرف النفي وهو ما ، ولا يجوز جعل هذا الضمير مبتدأ والوصف خبرا عنه ؛ لئلا يلزم الإخبار بالمفرد وهو واف عن المثنى وهو أنتما ، وذلك لا يجوز عند أحد من العلماء ؛ لأن العرب لا يتكلمون بنظيره ، والبيت رد صارخ على من زعم أن فاعل الوصف المغنى عن الخبر لا يكون ضميرا منفصلا ، وهم الذين ذكرهم الشارح فيما بعد (ص ٢١٢ التالية).
٨٥ ـ هذا بيت من البسيط ، ولم يتيسر لي الوقوف على نسبته إلى قائل معين ، وقد أنشده الأشموني (رقم ١٣٤) والمؤلف في أوضحه (رقم ٦٥) وفي القطر (رقم ٣٩).
الإعراب : «أقاطن» الهمزة للاستفهام ، قاطن : مبتدأ ، «قوم» فاعل قاطن أغنى عن خبره ، وقوم مضاف ، و «سلمى» مضاف إليه ، «أم» حرف عطف «نووا» فعل وفاعل ، «ظعنا» مفعول به لنووا ، وجملة الفعل وفاعله معطوفة على جملة المبتدأ وفاعله ، وحسن ذلك لأن جملة المبتدأ وفاعله في قوة الجملة الفعلية ، «إن» شرطية ، «يظعنوا» فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة فاعله ، «فعجيب» الفاء واقعة في جواب الشرط ، عجيب : خبر مقدم ، «عيش» مبتدأ مؤخر ، والجملة في محل جزم جواب الشرط ، و «عيش» مضاف و «من» اسم موصول مضاف إليه ، مبني على السكون في محل جر ، «قطنا» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من ، والجملة لا محل لها صلة ، والألف للإطلاق.
الشّاهد فيه : قوله «أقاطن قوم سلمى» حيث اكتفى بالفاعل الذي هو قوله «قوم سلمى» عن خبر المبتدأ ؛ لكون ذلك المبتدأ الذي هو قوله «قاطن» وصفا معتمدا على أداة الاستفهام ، وهي الهمزة.