٩١ ـ وقالوا تعرّفها المنازل من منى |
|
وما كلّ من وافى منى أنا عارف |
لتقدم معمول خبرها وليس بظرف ولا جار ومجرور.
ولا يعملها بنو تميم ولو استوفت الشروط الأربعة ، بل يقولون : «ما زيد قائم» وقرئ على لغتهم (ما هذا بَشَراً) [يوسف ، ٣١] و (ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ) [المجادلة ، ٢] بالرفع ، وقرئ أيضا : (بأمّهاتهم) بالجر بباء زائدة ، وتحتمل الحجازية والتميمية ، خلافا لأبي علي والزّمخشري زعما أن الباء تختص بلغة النصب (١).
______________________________________________________
٩١ ـ هذا بيت من الطويل ، وهو مطلع قصيدة لمزاحم بن الحارث العقيلي ، وهو من شواهد سيبويه (ج ١ ص ٣٦ و ٣٧) والأشموني (رقم ٢١٥) والمؤلف في أوضحه (رقم ١٠٥).
اللّغة : «تعرفها» تطلب معرفتها ، واسأل الناس عنها «المنازل» جمع منزل ، وهو مكان النزول «منى» بكسر الميم ـ بليدة على مسافة فرسخ من مكة.
الإعراب : «قالوا» فعل ماض وفاعله ، «تعرفها» تعرف : فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والضمير البارز المتصل مفعول به ، «المنازل» منصوب على نزع الخافض ، وأصله بالمنازل ، «من منى» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من المنازل «وما» الواو عاطفة ، ما : نافية ، «كل» تروى هذه الكلمة مرفوعة وتروى منصوبة ؛ فمن رواها مرفوعة جاز أن يجعلها مبتدأ ، وعليه تكون ما تميمية ، وجاز أن يجعلها اسم ما النافية الحجازية ، ومن رواها منصوبة جعلها مفعولا به لقوله عارف الآتي في آخر البيت ، ورواية النصب هي التي رواها شراح الألفية ، وهي التي يعنيها المؤلف هنا ، وكل مضاف ، و «من» اسم موصول مضاف إليه ، مبني على السكون في محل جر ، «وافى» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من ، «منى» مفعول به لوافى ، والجملة من الفعل الماضي وفاعله المستتر فيه لا محل لها صلة الموصول ، «أنا» ضمير منفصل مبتدأ ، «عارف» خبر المبتدأ.
ثم إذا قرأت «كل» بالرفع واعتبرت «ما» تميمية مهملة ؛ فجملة هذا المبتدأ وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول الذي هو «كل» ، وإذا قرأت «كل» بالرفع أيضا وجعلت ما حجازية فكل اسم ما ، وجملة أنا عارف في محل نصب خبر ما الحجازية.
__________________
(١) مما يدل على أن بني تميم يلحقون الباء الزائدة بخبر المبتدأ الواقع بعد «ما» النافية قول الفرزدق ، وهو أحد بني تميم :
لعمرك ما معن بتارك حقّه |
|
ولا منسئ معن ، ولا متيسّر |