١٠٥ ـ نحن بني ضبّة أصحاب الجمل |
|
ننعى ابن عفّان بأطراف الأسل |
______________________________________________________
إنّا محيّوك يا سلمى فحيّينا |
|
وإن سقيت كرام النّاس فاسقينا |
وإن دعوت إلى جلّى ومكرمة |
|
يوما سراة كرام النّاس فادعينا |
ومن الناس من ينسبها لرجل من بني قيس بن ثعلبة ، من غير أن يعينه ، ويروى صدر بيت الشاهد «إنا بني مالك».
الإعراب : «إنا» إن : حرف توكيد ونصب ، وضمير المتكلم ومعه غيره اسم إن مبني على السكون في محل نصب ، والأصل إننا ، «بني» منصوب على الاختصاص بفعل محذوف ، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم ، وبني مضاف ، و «نهشل» مضاف إليه ، «لا» نافية ، «ندعي» فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن ، والجملة في محل رفع خبر إن ، «لأب» جار ومجرور متعلق بندعي ، «عنه» جار ومجرور متعلق بندعي أيضا ، «ولا» الواو عاطفة لا : نافية ، «هو» ضمير منفصل مبتدأ ، «بالأبناء» جار ومجرور متعلق بيشري الآتي ، «يشرينا» يشري : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وضمير المتكلم ومعه غيره مفعول به ، وجملة الفعل وفاعله ومفعوله في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو الضمير المنفصل.
الشّاهد فيه : قوله «بني نهشل» حيث نصبه على الاختصاص بفعل محذوف للدلالة على المدح ، قال أبو زكريا التبريزي : وانتصاب بني على إضمار فعل ؛ كأنه قال : أذكر بني نهشل ، وهذا على الاختصاص والمدح ، وخبر إن «لا ندعي» ولو رفع فقال إنا بنو نهشل ـ على أن يكون خبرا ـ و «لا ندعي» في موضع الحال ، والفرق بين أن يكون اختصاصا وبين أن يكون خبرا صراحا هو أنه لو جعله خبرا لكان قصده إلى تعريف نفسه عند المخاطب ، وكان لا يخلو فعله لذلك من خمول فيهم أو جهل من عند المخاطب بشأنهم ، فإذا جعل اختصاصا فقد أمن الأمرين جميعا ، اه ، كلامه بلفظه.
١٠٥ ـ هذا بيت من الرجز المصرع ، أو بيتان من مشطوره ، وقد رواه أبو تمام في حماسته ، ونسبه إلى الأعرج المعني ، نسبة إلى معن طيئ ، ومعن بفتح الميم وسكون العين المهملة ، وقال أبو زكريا التبريزي (ج ١ ص ٢٨٠) «وقيل : الصحيح أنها لعمر بن يثربي» اه. والبيت من شواهد الأشموني في باب الاختصاص.
اللّغة : «بني ضبة» قبيلة أبوهم ضبة بن أد ، «الجمل» يريد الجمل الذي ركبته أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق يوم خرجت تطالب بثأر عثمان بن عفان رضياللهعنه ، «ننعى» فعل مضارع من النعي وهو الإخبار بالموت ، وتقول : نعى الميت ينعاه إذا أخبر بموته ، ووقع في نسخ