ومثال الاقتران بها قول الشاعر :
١٣١ ـ كادت النّفس أن تفيض عليه |
|
مذ ثوى حشو ريطة وبرود |
وقوله :
١٣٢ ـ سقاهاذوو الأحلام سجلا على الظّما |
|
وقد كربت أعناقها أن تقطّعا |
______________________________________________________
١٣١ ـ هذا بيت من الخفيف ، وهو من كلمة لمحمد بن مناذر ، أحد شعراء البصرة ، يرثي فيها رجلا اسمه عبد الحميد ، وقبل بيت الشاهد قوله :
إنّ عبد الحميد يوم توفّي |
|
هدّ ركنا ما كان بالمهدود |
ليت شعري وهل درى حاملوه |
|
ما على النّعش من عفاف وجود |
وأنشد ابن قتيبة البيت الشاهد في أدب الكاتب (ص ٣١٤ بتحقيقنا) ونسبه ابن السيد البطليوسي لأبي زبيد الطائي يرثي اللجلاج الحارثي ، وقد أنشد هذا البيت أيضا ابن عقيل (رقم ٨٩) والمؤلف في أوضحه (رقم ١٣٧) والأشموني (رقم ٢٣٥).
اللّغة : «تفيض» من قولهم : فاضت نفس فلان ، ويروى «تفيظ» بالظاء ، وكل العلماء يجيز لك أن تقول : فاظت نفس فلان ، إلا الأصمعي فإنه أبى إلا أن تقول : فاظ فلان ، من غير أن تذكر لفظ النفس ، أو تقول : فاضت نفس فلان ، بالضاد ، «مذ ثوى» أي أقام ، ويروى في مكانه «إذ غدا» ، وقوله «ريطة» هو بفتح الراء المهملة وسكون الياء المثناة ـ الملاءة إذا كانت قطعة واحدة ، «برود» جمع برد ـ بضم الباء وسكون الراء وآخره دال مهملة ـ وهو الثوب ، وأراد هنا الأكفان التي يلف فيها الميت.
الإعراب : «كادت» كاد : فعل ماض ناقص ، والتاء علامة التأنيث ، «النفس» اسم كاد ، «أن» حرف مصدري ونصب ، «تفيض» فعل مضارع منصوب بأن ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى النفس ، وأن مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر منصوب خبر كاد ، «عليه» جار ومجرور متعلق بتفيض ، «إذ» ظرف للزمان الماضي متعلق بقوله تفيض ، مبني على السكون في محل نصب ، «ثوى» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، والجملة في محل جر بإضافة إذ إليها ، ومن رواه «مذ ثوى» فمذ كذلك ظرف ، والجملة في محل جر بالإضافة ، «حشو» حال من فاعل ثوى ، وحشو مضاف و «ريطة» مضاف إليه ، «وبرود» معطوف على ريطة.
الشّاهد فيه : قوله : «كادت النفس أن تفيض» حيث أتى بخبر كاد فعلا مضارعا مقترنا بأن ، وهذا نادر في خبر ذلك الفعل.
١٣٢ ـ هذا بيت من الطويل من كلمة لأبي زيد الأسلمي ، يهجو فيها إبراهيم بن هشام