الفعل ؛ فلا يجوز أن تقول : «صه فنكرمك» بالنصب ، هذا قول الجمهور ، وخالفهم الكسائي ؛ فأجاز النصب مطلقا ، وفصّل ابن جني وابن عصفور : فأجازاه إذا كان اسم الفعل من لفظ الفعل ، نحو : «نزال فنحدثك» ومنعاه إذا لم يكن من لفظه ، نحو «صه فنكرمك» وما أحرى هذا القول بأن يكون صوابا.
وأما النّهي فكقولك : «لا تفعل شرّا فأعاقبك» وقول الله تعالى : (لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ) [طه ، ٦١] (وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي) [طه ، ٨١] ولو نقضت النهي بإلّا قبل الفاء لم تنصب ، نحو «لا تضرب إلّا عمرا فيغضب» فيجب في «يغضب» الرفع.
وأما الدعاء فكقولك : «اللهمّ تب عليّ فأتوب» وقول الله تعالى : (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ) [يونس ، ٨٨] ، وقول الشاعر :
١٥١ ـ ربّ وفّقني فلا أعدل عن |
|
سنن السّاعين في خير سنن |
وشرطه : أن يكون بالفعل ؛ فلو قلت «سقيا لك فيرويك الله» لم يجز النصب.
______________________________________________________
المعنى : يأمر ناقته أن تسرع السير به حتى يصل إلى ممدوحه ؛ ليعطيه العطاء الجزيل الذي يرتاح بعده عن عناء الأسفار لتحصيل المال.
الإعراب : «يا» حرف نداء ، «ناق» منادى مرخم مبني على الضم في محل نصب ، «سيري» فعل أمر ، وياء المخاطبة فاعله «عنقا» مفعول مطلق مبين للنوع ، وأصله صفة لموصوف محذوف ، وتقدير الكلام : سيري سيرا عنقا ، «فسيحا» صفة لقوله عنقا ، «إلى سليمان» جار ومجرور متعلق بسيري ، «فنستريحا» الفاء فاء السببية ، ونستريحا : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد فاء السببية ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن ، والألف للإطلاق.
الشّاهد فيه : قوله «فنستريحا» حيث نصب الفعل المضارع ، الذي هو نستريح ، بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية الواقعة في جواب الأمر المدلول عليه بقوله سيري.
١٥١ ـ هذا بيت من الرمل ، وهو من الأبيات التي لا يعلم قائلها ، وقد أنشده ابن عقيل (رقم ٣٢١) والأشموني في باب إعراب الفعل ، والمؤلف في شرح قطر الندى (رقم ١٩).