١٦٦ ـ يا صاح بلّغ ذوي الزّوجات كلّهم |
|
أن ليس وصل إذ انحلّت عرى الذّنب |
فكلّهم : توكيد لذوي ، لا للزوجات ، وإلا لقال كلهنّ ، وذوي : منصوب على المفعولية ، وكان حق «كلهم» النصب ، ولكنه خفض لمجاورة المخفوض.
وأما المعطوف فكقوله تعالى : (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) [المائدة ، ٦]. في قراءة من جر الأرجل لمجاورته للمخفوض وهو الرؤوس ، وإنما كان حقه النصب ، كما هو في قراء جماعة آخرين ، وهو [منصوب] بالعطف على الوجوه والأيدي ، وهذا قول جماعة من المفسرين والفقهاء.
وخالفهم في ذلك المحققون ، ورأوا أن الخفض على الجوار لا يحسن في المعطوف ؛ لأن حرف العطف حاجز بين الاسمين ومبطل للمجاورة ، نعم لا يمتنع في
______________________________________________________
١٦٦ ـ هذا بيت من البسيط ، ولم أجد أحدا نسب هذا البيت إلى قائل معين.
الإعراب : «يا» حرف نداء «صاح» منادى مرخم ، وأصله صاحب ، وقيل : أصله صاحبي ، «بلغ» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، «ذوي» مفعول به لبلغ منصوب بالياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم ، وذوي مضاف و «الزوجات» مضاف إليه ، «كلهم» كل : توكيد لذوي ، منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المجاورة ، وكل مضاف وضمير الغائبين مضاف إليه ، «أن» مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير شأن محذوف ، والتقدير : أنه ، أي الحال والشأن ، «ليس» فعل ماض ناقص ، «وصل» اسم ليس وخبرها محذوف ، والجملة من ليس واسمها وخبرها في محل رفع خبر أن ، «إذا» ظرفية تضمنت معنى الشرط ، «انحلت» انحل : فعل ماض ، والتاء علامة التأنيث ، «عرى» فاعل انحلت ، وعرى مضاف ، و «الذنب» مضاف إليه ، وجملة انحلت وفاعله في محل جر بإضافة إذا إليها ، وجواب إذا محذوف يدل عليه سياق الكلام ، وتقدير العبارة : إذا انحلت عرى الذنب فليس وصل موجودا.
الشّاهد فيه : قوله «كلهم» فإن الرواية في هذه الكلمة بجر كل ، مع أنها توكيد لذوي المنصوب على المفعولية ، والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه ، فكان حقه أن ينصب كلّا لذلك ، ولكنه لما وقع مجاورا للزوجات المجرور بالإضافة جره لمناسبة الجوار ، ويسمى ذلك «الجر بمجاورة المجرور» ، أو «الجر للمجاورة» وهو شاذ لا يقاس عليه.