١٨٢ ـ فقلت أجرني أبا خالد |
|
وإلا فهبني امرأ هالكا |
______________________________________________________
أولهما : تاء المخاطب الواقعة نائبا عن الفاعل ، وثانيهما : قوله «الوفي» وقد ظهر هذا من الإعراب.
١٨٢ ـ هذا بيت من المتقارب من كلام ابن همام السلولي ، وهو من شواهد المؤلف في أوضحه (رقم ١٧٤) وابن عقيل (رقم ١٢٧) والأشموني (رقم ٣٢٤).
اللّغة : «أجرني» أصل معناه اتخذني لك جارا تدفع عنه وتحميه وتغيثه ، ثم استعمل في لازم ذلك ، فصار بمعنى أغثني مما نزل بي ، «أبا خالد» وقع في بعض الروايات «أبا مالك» وقوله «هبني» معناه اعتقدني.
الإعراب : «قلت» فعل وفاعل ، «أجرني» أجر : فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والنون للوقاية ، والياء مفعول به ، «أبا» منادى بحرف نداء محذوف ، وأبا مضاف و «خالد» أو «مالك» مضاف إليه ، «وإلا» الواو للاستئناف ، إن : شرطية جازمة ، لا : نافية ، وفعل الشرط محذوف تقديره : وإلا تجرني ، «فهبني» الفاء واقعة في جواب الشرط ، هب : فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والنون للوقاية ، والياء مفعول أول ، «امرأ» مفعول ثان لهب ، منصوب بالفتحة الظاهرة «هالكا» صفة لقوله امرأ.
الشّاهد فيه : قوله «فهبني امرأ» حيث استعمل هب بمعنى اعتقد ، ونصب به مفعولين : أولهما ياء المتكلم ، وثانيهما قوله امرأ.
وهنا أمران يجب أن تعلمهما :
الأول : أن «هب» الذي يدل على معنى اعتقد فعل أمر جامد غير منصرف ، فلم يجئ منه ماض ولا مضارع ، فأما قولك : وهب يهب هب ، فمن الهبة ، ومنه قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ) [إبراهيم ، ٣٩] ، وقوله جل شأنه : (يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ) [الشورى ، ٤٩] ، وقوله عزوجل : (وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران ، ٨] ؛ وأما وهب في نحو قولهم : وهبني الله فداك ، فبمعني جعلني الله فداك.
والثاني : أن الأكثر تعدي «هب» إلى مفعوليه صراحة كما في بيت الشاهد ، وقد يدخل على أن المؤكدة المصدرية ، واختلف العلماء في ذلك ؛ فذهب الجرمي وابن سيده والجوهري والحريري إلى أنه لحن ، وقال الأثبات من العلماء : ليس لحنا ؛ لأنه واقع في فصيح العربية ، وقد روي من حديث عمر «هب أن أبانا كان حمارا».
ومن شواهد تعديه لاثنين صريحين ـ غير بيت الشاهد الذي معنا ـ قول عقيبة بن هبيرة الأسدي :