أي : اعتقدني ، وقوله :
١٨٣ ـ * تعلّم شفاء النّفس قهر عدوّها*
والأكثر في «تعلّم» أن يتعدى إلى أنّ وصلتها كقوله :
١٨٤ ـ * تعلّم رسول الله أنّك مدركي*
______________________________________________________
فهبها أمّة ذهبت ضياعا |
|
يزيد أميرها وأبو يزيد |
وجاء عليه قول الشاعر :
هبوني أغضّ إذا ما بدت |
|
وأمنع طرفي فلا أنظر |
١٨٣ ـ هذا صدر بيت من الطويل لزياد بن سيار بن عمرو بن جابر ، وكان قد خرج هو والنابغة الذبياني يريدان الغزو ، فرأى زياد جرادة ، فقال : حرب ذات ألوان ، فرجع ، ومضى النابغة لطيته ، وفيه يقول زياد كلمة منها البيت المستشهد بصدره ، وعجز البيت قوله :
* فبالغ بلطف في التّحيّل والمكر
والبيت من شواهد المؤلف في أوضحه (رقم ١٦٩) وابن عقيل (رقم ١٢١) والأشموني (رقم ٣٢٥).
اللّغة : «تعلم» معناه هنا اعلم واستيقن ، «شفاء النفس» أراد به قضاء مآربها وإذهاب غيظها ، «لطف» أراد به الرفق في الأمور والتأني لها ، «التحيل» أخذ الشيء بحيلة.
الإعراب : «تعلم» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، «شفاء» مفعول أول ، وشفاء مضاف و «النفس» مضاف إليه ، «قهر» مفعول ثان ، وقهر مضاف وعدو من «عدوها» مضاف إليه ، وعدو مضاف وضمير الغائبة العائد إلى النفس مضاف إليه ، «فبالغ» الفاء حرف عطف ، بالغ : فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، «بلطف ، في التحيل» جاران ومجروران يتعلق كل منهما ببالغ ، «والمكر» معطوف على التحيل.
الشّاهد فيه : قوله «تعلم شفاء النفس قهر عدوها» حيث ورد فيه تعلم ومعناه اعلم ، وقد نصب به مفعولين : أولهما قوله «شفاء النفس» وثانيهما قوله «قهر عدوها».
١٨٤ ـ هذا صدر بيت من الطويل ، وعجزه قوله :
* وأن وعيدا منك كالأخذ باليد*
وهذا بيت من قصيدة طويلة لأنس بن زنيم الديلي ، يقولها بعد فتح مكة ، معتذرا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم مما كان عمرو بن سالم الخزاعي يقوله فيه وفي أصحابه وأولها قوله :