إذ لا يضاف ما فيه الألف واللام إلى المجرّد منها ، إلا إن كان المضاف صفة مثناة أو مجموعة جمع المذكّر السّالم ، نحو : «الضّاربا زيد ، و «الضّاربو زيد» ولا يجوز «الضّارب زيد» خلافا للفرّاء.
ومنها قول الراجز ، وهو ذو الرمة :
٢٣١ ـ إنّي وأسطار سطرن سطرا |
|
لقائل يا نصر نصر نصرا |
______________________________________________________
٢٣١ ـ هذا بيت من الرجز أو بيتان من مشطوره ، من شواهد سيبويه ، وقد نسبه إلى رؤبة بن العجاج ، ووافق على هذه النسبة الأعلم في شرح شواهده (ج ١ ص ٣٠٤) ولكن الصاغاني لم يوافق سيبويه ولا الأعلم على نسبته إلى رؤبة ، وقد رأيت المؤلف ينسبه إلى ذي الرمة ، وسينشد المؤلف عجز هذا البيت مرة أخرى في باب تابع المنادى (ص ٤٥٦ من هذا الكتاب).
اللّغة والرّواية : «يا نصر نصر نصرا» الذي رواه سيبويه «يا نصر نصرا نصرا» بضم المنادى ونصب ما بعده ، ونصر المنادى هو نصر بن سيار ، واختلف فيما بعده على ثلاثة أقول ؛ الأول : أن الاثنين جميعا هما نفس المنادى ، والمراد بهما نصر بن سيار أيضا ، وهذا هو الذي يصح تخريج كلام المؤلف عليه ، وهو الذي درج عليه سيبويه ، والثاني : أن المراد بهما نصر آخر هو حاجب نصر بن سيار المنادى ، وانتصابهما جميعا على هذا بفعل محذوف ؛ فهو من باب الإغراء ، والثالث : أن المراد بهما مصدر نصره ينصره ، وانتصابهما حينئذ على أن الأول مفعول مطلق عامله محذوف ، والثاني توكيد له.
الإعراب : «إني» إن : حرف توكيد ونصب ، والياء اسمه ، «وأسطار» الواو حرف قسم وجر ، أسطار : مقسم به مجرور بالواو ، والجار والمجرور متعلق بفعل قسم محذوف ، «سطرن» سطر : فعل ماض مبني للمجهول ، ونون النسوة العائد إلى أسطار نائب فاعل ، والجملة في محل جر صفة لأسطار «سطرا» مفعول مطلق مؤكد لعامله ، «لقائل» اللام هي اللام المزحلقة ، قائل : خبر إن ، «يا» حرف نداء ، «نصر» منادى مبني على الضم في محل نصب ، «نصر» عطف بيان على نصر باعتبار لفظه ، مرفوع بالضمة الظاهرة ، «نصرا» عطف بيان على المنادى باعتبار محله منصوب بالفتحة الظاهرة.
الشّاهد فيه : قوله «يا نصر نصر نصرا» فإن قوله «نصر» الأول منادى ، وقوله «نصر» الثاني عطف بيان عليه باعتبار لفظه ، وقوله «نصرا» الثالث عطف بيان عليه باعتبار محله ؛ ولا يجوز في واحد من الثاني والثالث أن يجعل بدلا من المنادى ؛ وذلك لأن البدل على نية تكرار العامل كما قلنا في شرح البيت السابق ؛ وأنت لو أدخلت حرف النداء الذي عمل في المبدل منه على واحد من هذين لما جاز مع ذلك رفع الأول ونصب الثاني ؛ إذ كل منهما علم مفرد ؛ والعلم المفرد إذا دخل