فعلية في موضع رفع على أنها خبر.
والثاني : ما في النفس مما يعبّر عنه باللفظ المفيد ، وذلك كأن يقوم بنفسك معنى «قام زيد» أو «قعد عمرو» ونحو ذلك ؛ فيسمى ذلك الذي تخيّلته كلاما ؛ قال الأخطل :
______________________________________________________
٩ ـ لا يعجبنّك من خطيب خطبة |
|
حتّى يكون مع الكلام أصيلا |
إنّ الكلام لفي الفؤاد وإنّما |
|
جعل اللّسان على الفؤاد دليلا |
الإعراب : «قالوا» : قال : فعل ماض ، وواو الجماعة فاعله «كلامك» كلام : مبتدأ ، والكاف ضمير المخاطب مضاف إليه ، من إضافة اسم المصدر إلى فاعله ، مبني على الفتح في محل جر بالإضافة ، وله محل آخر وهو الرفع بالفاعلية «هندا» مفعول به لاسم المصدر ، منصوب بالفتحة الظاهرة «وهي» الواو واو الحال ، وهي : ضمير منفصل مبتدأ «مصغية» خبر المبتدأ ، والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب حال من هند ، «يشفيك» يشفي : فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه عائد إلى كلام في أول البيت ، والكاف ضمير المخاطب مفعول به ، وجملة الفعل المضارع وفاعله ومفعوله في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو كلام ، وجملة هذا المبتدأ وخبره في محل نصب مقول القول «قلت» فعل وفاعل «صحيح» خبر مقدم «ذاك» ذا : اسم إشارة مبتدأ مؤخر ، والكاف حرف خطاب ، والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب مقول القول «لو» حرف امتناع لامتناع «كان» فعل ماض تام معناه حصل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ذاك ، وجواب لو محذوف يدل عليه الكلام ، والتقدير : لو حصل ذلك لشفاني ، أو تجعل لو حرف تمنّ ولا جواب لها.
الشّاهد فيه : قوله «كلامك هندا» فإن «كلام» هنا بمعنى الحدث الذي هو التكليم والحدث الذي هو بمعناه مصدر ، والمصدر يعمل عمل الفعل فيرفع الفاعل وينصب المفعول إن كان متعديا ، ولذلك عمل «كلام» نفس هذا العمل حين أشبهه في المعنى ، فرفع الفاعل وهو ضمير المخاطب ، ونصب المفعول وهو «هندا» وفي هذا المقدار ما يكفي.
٩ ـ هذان بيتان من بحر الكامل ، والبيتان للأخطل ، كما قال المؤلف ، وقد ذكر قوم أنهما لا يوجدان في ديوان شعره ، وقد بحثت ديوان شعر الأخطل فلم أجدهما فيه ، ووجدتهما في زياداته نقلا عن مثل هذا الكتاب (انظر شعر الأخطل ص ٥٠٨ بيروت) ، والأخطل اسمه غياث بن غوث بن الصلت ، أحد بني جشم بن بكر ، ثم أحد بني تغلب ، وكنيته أبو مالك ، وهو شاعر فحل من شعراء الدولة الأموية ، وكان نصرانيّا.