ومنها «أرضون» وهو بفتح الراء ، وهو جمع تكسير لمؤنث لا يعقل ؛ لأن مفرده أرض ساكن الراء ، والأرض مؤنثة ؛ بدليل (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) [الزلزلة ، ٢] وهي مما لا يعقل قطعا ، وإنما حقّ هذا الإعراب ـ أي : الذي يجمع بالواو والنون ـ أن يكون في جمع تصحيح لمذكر عاقل ، تقول : هذه أرضون ، ورأيت أرضين ، ومررت بأرضين ، وفي الحديث : «من غصب قيد شبر من أرض طوّقه من سبع أرضين يوم القيامة» وربما سكنت الراء في الضرورة ، كقوله :
١٦ ـ لقد ضجّت الأرضون إذ قام من بني |
|
هداد خطيب فوق أعواد منبر |
ومنها «سنون» وهو كأرضون ؛ لأنه جمع سنة ، وسنة مفتوح الأول ، وسنون مكسور الأول ، وسنة مؤنث غير عاقل ، وأصله سنو أو سنه ؛ بدليل قولهم في جمعه بالألف والتاء : سنوات ، وسنهات ، وقولهم في اشتقاق الفعل منه : سانهت وسانيت وأصل سانيت سانوت ، فقلبوا الواو ياء حين تجاوزت متطرفة ثلاثة أحرف.
______________________________________________________
١٦ ـ هذا بيت من الطويل ، وقائله كعب بن معدان الأشقري ، وممن استشهد به من النحاة السيوطي في همع الهوامع ، وابن جني في كتابه المحتسب ١ / ٢١٨.
اللّغة والرّواية : «هداد» بوزن سحاب ـ حى من اليمن ، ويروي كثير من الناس «إذ قام من بني سدوس» ولكن رواية الأثبات مثل رواية المؤلف.
المعنى : يهجو قوما بأنهم ليسوا أهلا للتقدم ولا للرياسة ، وأنهم لا يحسنون الكلام ، وذكر أن الأرض اضطربت وضج أهلها حين قام من هؤلاء خطيب يخطب الناس.
الإعراب : «لقد» اللام موطئة للقسم ، قد : حرف تحقيق ، «ضجت» ضج : فعل ماض ، والتاء علامة التأنيث ، «الأرضون» فاعل ضج مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، والنون عوض عن التنوين في مفرده ، «إذ» كلمة دالة على التعليل قيل : إنها ظرف ، وقيل : إنها حرف ، «قام» فعل ماض ، «من بني» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من خطيب ، لأن أصل هذا الجار والمجرور نعت له ، فلما تقدم عليه صار حالا ؛ لأن نعت النكرة إذا تقدم عليها أعرب حالا لئلا يلزم تقدم التابع على المتبوع ، وبني مضاف ، و «هداد» مضاف إليه ، «خطيب» فاعل قام «فوق» ظرف مكان متعلق بقام ، وفوق مضاف ، و «أعواد» مضاف إليه ، وأعواد مضاف و «منبر» مضاف إليه.