نوديت البشرى مضافة (١) إلى ياء المتكلم ، وفي الألف فتحة مقدرة لأنه منادى مضاف ، وقرأ الكوفيون (٢) (يا بشرى) بغير إضافة ؛ فالمقدر في الألف إما ضمة كما في قولك : «يا فتى» لمعيّن ، وإما فتحة على أنه نداء شائع مثل : (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ) [يس ، ٣٠] إلا أنه لم ينون ؛ لكونه لا ينصرف لأجل ألف التأنيث.
والنوع الثاني : المقصور ، وهو : الاسم المعرب الذي في آخره ألف لازمة ك «الفتى» و «العصا» تقول : «جاء الفتى» و «رأيت الفتى» و «مررت بالفتى» ؛ فتكون الألف ساكنة على كل حال ؛ وتقدّر فيها الحركات الثلاث لتعذر تحركها.
ومن محاسن بعض الفضلاء أنه كتب في مدينة قوص إلى الشيخ العلامة بهاء الدين
__________________
(١) ذكر المؤلف ستة مواضع تقدر في كل موضع منها الحركات ـ وهي : المضاف لياء المتكلم ، والمقصور ، والمنقوص ، والفعل المعتل بالواو كيدعو ، والمعتل بالياء كيرمي ، والمعتل بالألف كيسعى ـ وبقي مما تقدر فيه الحركة خمسة مواضع لم يذكرها ، ونحن نبين لك هذه المواضع الخمسة ، فنقول :
الموضع الأول : الاسم المحكي ، كأن يقول لك قائل «رأيت زيدا» فتقول له «من زيدا» بالنصب مع أنه خبر ، وكأن يقال لك «مررت بزيد» فتقول «من زيد» بالجر مع أنه خبر أيضا ، وإعرابه أن تقول في المثال الأول : زيدا خبر المبتدأ الذي هو (من) مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها حركة الحكاية ، وهكذا تقول في الباقي.
الموضع الثاني : الموقوف عليه ، كأن تقول «جاء محمد» بالسكون حين تقف عليه «ورأيت الأبطال» بالسكون كذلك ، و «مررت بمحمد» بالسكون أيضا ، وتقول في إعرابه : مرفوع أو منصوب ، أو مجرور ، بضمة أو بفتحة أو بكسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بسكون الوقف.
الموضع الثالث : الاسم الذي أتبع آخره لحركة ما بعده ، كقراءة من قرأ (الْحَمْدُ لِلَّهِ) بكسر الدال من الحمد إتباعا لكسرة اللام بعدها مع أن «الحمد» مبتدأ فحقه الرفع كما في قراءة الجماعة ، وتقول في إعرابه : الحمد مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الإتباع.
الموضع الرابع : الحرف المدغم في مثله نحو «يقول له صاحبه» بسكون لام يقول لإدغامها في لام «له» وتقول في إعرابه : يقول فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها السكون المأتي به للإدغام.
الموضع الخامس : ما سكن آخره لأجل التخفيف ، ويخرج عليه قراءة من قرأ (فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ) بسكون الهمزة في «بارئكم» وكقراءة أبي عمرو (وَما يُشْعِرُكُمْ) بسكون الراء في «يشعركم» وتقول في إعراب الكلمة الأولى : (بارئكم) مجرور بإلى وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالسكون المأتي به لأجل التخفيف.
وعذر المؤلف في عدم ذكر هذه المواضع أن هذه الأسباب كلها عارضة طارئة ، وهو إنما عني بذكر الأسباب التي ترجع إلى جوهر اللفظ.
(٢) الكوفيون هم : حمزة وعاصم والكسائي.