يأت ليستعرض قدرته الكونية بل جاء ليقدّم رسالته للناس .. وهكذا كان جدالهم بالباطل ، ليسقطوا الحق ، لا ليصلوا إليه ، ظنّا منهم بأن المرحلة التي يملكون فيها القوّة ستستمر إلى ما لا نهاية ، وأن الموقف لهم في كل المراحل ، ولكن ظنهم ذاك لا صلة له بالواقع .. لأن الله ، لهم بالمرصاد ، في ما يهيِّئه للمؤمنين من أسباب النصر ، وفي ما ينزله بهم من عقاب ، (فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ) الذي أهلكهم ودمّرهم وتركهم حديثا لمن بعدهم.
(وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا) أي كما عاقب الله هؤلاء المكذبين ، فقد ثبتت كلمة الله التي تمثل حكمه الحاسم ، على الكافرين من الماضين والحاضرين والمستقبلين (أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ) لأن ذلك هو جزاء الكفر بالله الذي لا يخضع لأي منطق ولأيّ فكر.
* * *