بالأسرار التي أودعها في النظام الكوني الذي يحكم حركتهما ، وتتجلى فيه حكمة الله حيث تتحرك كل واحدة منهما بحساب دقيق يضع كل شيء في موضعه.
(وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ) مما يدبّ ويتحرك بالحياة التي أودعها الله في داخله .. وربّما كان المراد بالدابة الطير ونحوه باعتبار إطلاق السماء على ما يعم العلوّ ، وربما كان إشارة إلى أن في السماوات مخلوقات مماثلة لما في الأرض من الحيوانات ، وربما كان المراد به الملائكة في السماوات. ولعله المتبادر من الأجواء السماوية التي يتحدث عنها القرآن في أكثر من آية.
(وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ) لأن الله الذي خلقهم ووزعهم على مواقع خلقه ، قادر على أن يجمعهم إليه ليحاسبهم على ما عملوه ، إن كان هناك حساب في دائرة أعمالهم ، أو ليبلغهم تعليماته التي تحدد أدوارهم في الكون ، كما قد يتصور ذلك في الملائكة.
* * *