ليجد فيها مواقع رحمة ربه ، فلا يستغرق في ذات النعمة بل يتطلع إلى ما توحي به من دلالات ، وما تفتحه من آفاق على الله ، ليشكره بالكلمة ، والطاعة ، والموقف ، والعبادة الخاشعة في محراب الكون.
(أَوْ يُوبِقْهُنَ) أي يهلك الجواري بما فيها من ناس ، وذلك بإغراقهم إذا ما اقتضت حكمته ذلك. (بِما كَسَبُوا) من الأعمال السيئة التي تؤدي إلى ذلك ، (وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ) ممن اقتضت مشيئته أن يعفو عنهم وينجيهم من الهلاك رحمة بهم.
(وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا) بغير الحق وينكرون العقيدة التوحيدية بإثارة التهاويل الانفعالية أمامها ، ويعيشون الغفلة عن الحقيقة الإلهية مدّة من الزمن ، ولكن معرفتهم أن قدرة الله التي لا يملكون أمامها شيئا مهما امتدت بهم الحياة في مواقع القدرة الذاتية تحاصرهم في كل مفردات وجودهم وتشكل بالنسبة إليهم صدمة قوية لا يستطيعون الهرب منها إلى أيّ مكان ، فيستسلمون لها شعورا منهم بالضعف المطلق (ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) أي مهرب.
* * *