(تَمْتَرُنَ) : تشكّن.
* * *
قريش تناقش موقع السيد المسيح (عليه السلام)
(وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) وذلك لما أنزله الله في سورة مريم وفي غيرها من السور التي تحدثت عن عيسى عليهالسلام ، فقد كان ذلك مثار جدل متشنّج من قبل قريش ، بسبب المضمون الغيبيّ الذي يختزنه لجهة خلقه من دون أب ، ولجهة النظرة إليه في عقيدة النصارى ، ولجهة ما أولاه القرآن من تعظيم لشخصيته الرسالية التي تلتقي بشخصية الرسول ، بما يؤكد الصفة الرسالية للنبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم باعتباره الحلقة الأخيرة من سلسلة النبوّة ..
وهكذا أراد زعماء قريش المعقّدون من كل المفاهيم الرسالية التي ينزل بها القرآن ، أن يواجهوا الرسالة بالكلمات التي تثير المشاكل ، وتسيء إلى قداسة المضمون الرسالي القرآني سواء تناول فكرة أو شخصا ، فبدأوا يضجون ويضحكون ليجعلوا من الموضوع موضع سخرية واستهزاء بدلا من أن يكون مثار تفكير وتأمّل.
(وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ) فلما ذا تتحدث عنه ، وتعظّمه ، ولا تتحدث عن آلهتنا ، فإذا كانت في خلقه وفي شخصيته بعض الأسرار ، فإننا نعتقد أن لآلهتنا مثل هذه الأسرار التي تربطها بالله ، فتستطيع أن تقرّبنا إلى الله ، فنحن لا نتحدث عن آلهة خالقة إذا كنت تنفي عنه صفة الألوهية بهذا المعنى ... وهكذا كانت هذه الكلمة الاستفهامية الواردة على سبيل الإنكار ، مدخلا للإثارة ، التي هي الأسلوب الذي يستعملونه في مواجهة الرسالة ، فهم لا يريدون الدخول في حوار حول الفكرة ليناقشوها بتقديم الحجة التي تؤيدها أو