في أجواء السورة
في هذه السورة حديث عن الأجواء المثيرة المخيفة التي يريد الله للإنسان أن يعيشها من خلال آيات الكتاب التي تتحدث عن مشاهد القيامة ، ومصارع الأمم السالفة ، وظواهر الكون التي وزعها الله في الآفاق ، ليرى الإنسان فيها مظاهر عظمة الله في خلقه وقدرته على إنزال العذاب به عند ما يبتعد عن عبادته سبحانه وتعالى.
ولأن الناس لا يعيشون الإحساس بمسؤولية المصير الذي ينتظرهم وما حذّرهم الله منه ، فإنهم لم يفكروا جيدا بالعقيدة التوحيدية ، ولم ينفتحوا على رب السماوات والأرض وما بينهما الذي لا إله إلا هو ، لذا فإنهم يواجهون عذاب الدنيا في أكثر من موقع ، ويصيبهم منه البلاء في أنفسهم وفيمن حولهم ، ثم يرجعون إلى الله فينتقم منهم بالعذاب الخالد ..
وتطل السورة على ما أصاب فرعون وقومه الذين أغرقهم الله في اليمّ جزاء على كفرهم وعنادهم ، وكيف أذلهم الله بعد الاستعلاء والاستكبار .. وتمتد لتتحدث عن تفاصيل البعث وعلاقته بالحكمة الإلهية في إقامة السموات والأرض وهي الحق الذي يمنع العبث واللعب ويوحي بوجود أهداف من وراء حياة الإنسان .. مما يجعل من الآخرة مسألة جديّة في حساب المسؤولية التي ينتظر الناس نتائجها الإيجابية والسلبية ، الأمر الذي يفرض التفكير في المصير