معنى العصمة في نبوّته؟ وهل نجد لها تفسيرا آخر؟ فقد ذكر المفسرون في قوله تعالى في سورة الفتح : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ) [الفتح : ٢] أن الذنب فيها هو الذي كان أهل مكة يعتبرونه ذنبا في حقّهم ، في ما أوقعهم فيه من مشاكل ومتاعب بسبب دعوته التي أدخلتهم معه في حروب كثيرة ، ولكن ما معنى أمر الله له بالاستغفار؟
وقد يراد منه المعنى العباديّ الذي تختزنه كلمة «الاستغفار» في عمقها الدال على الإحساس بالعبودية لله ، والاعتراف بالخضوع له ، والانسحاق بين يديه ، تماما كما هو موقف العبد من سيّده عند ما يقف موقف الاعتراف الخاشع الخاضع ، كما هو المعنى العبادي في كلمة الحمد والتسبيح والتهليل والتكبير الذي يوحي بالإحساس ، من دون تحديد المضمون ، والله العالم.
(وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ) في صلاة دائمة خاشعة يمتزج فيها التسبيح مع الحمد ليكون ذلك تعبيرا عن التعظيم الذي يعيشه النبي في عمق روحه أمام الله.
* * *