فتثيرها ، وأشياء تنشر ، وأشياء تفرّق وتفصل ، ومخلوقات تلقى الذكر الذي يدفع إلى الإعذار والإنذار ...
إن هناك جوّا مثيرا في الكلمات التي وقعت موضعا للقسم ، مما يوحي بأهميتها في ذاتها ، ولكن المفسرين اختلفوا في مواردها التي تنطبق عليها فقيل : إن المراد بها الرياح المتتابعة في قوله : (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) بتفسير العرف بالتتابع ، فإن المراد به الشعر النابت على عنق الفرس ، ويشبّه به الأمور إذا تتابعت فيقال : جاءوا كعرف الفرس.
وقيل : إن المراد بها الملائكة التي يرسلها الله بالوحي وبغيره مما تتعلق به إرادته من شؤون النظام الكوني الموكولة إليهم ، أمّا قوله : (فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً) فقالوا : إن المراد بالعصف سرعة المسير وأستعير من عصف الرياح أي سرعة هبوبها إشارة إلى سرعة سيرها إلى ما أرسلت إليه ، وأن المراد بها الملائكة الذين يرسلهم الله فيسرعون في سيرهم كالرياح العاصفة. وقيل : إن المراد بها الرياح العاصفة باعتبارها مظهرا من مظاهر قدرة الله في الكون ، (وَالنَّاشِراتِ نَشْراً) أي الملائكة الناشرين للصحف المكتوب عليها الوحي للنبي ليلقاه ، والرياح التي ينشرها الله بين يدي رحمته ، (فَالْفارِقاتِ فَرْقاً) أي الملائكة التي تنزل بآيات الله التي تفرّق بين الحق والباطل ، أو الرياح التي تفرّق الأمطار في أنحاء الأرض ، (فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً* عُذْراً أَوْ نُذْراً) الظاهر أن المراد بالذكر : القرآن الذي يقيم الحجّة على الناس وينذرهم عذاب الله ، في ما تلقي الملائكة آياته على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقيل : إن المراد به الرياح ، وبالذكر المطر الذي يذكّر بالله ورحمته ، فالمؤمن يشكر الله حين ينزل المطر ويعتذر عما سبق منه من التقصير ، والكافر يزداد طغيانا لأن المطر يزيد من ثرائه فيكون المطر أو الرياح نذيرا له بعذاب أليم.
وقد جاء في تفسير الطبري في المرسلات : «والصواب من القول في