١. (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ). (١)
والذي يظهر من الآية المباركة أنّه لا يحق لأحد أن يشفع من دون أن يأذن الله سبحانه له ، ولكنّها في نفس الوقت تلوح بأنّ في ذلك اليوم الموعود هناك شفعاء يشفعون بإذنه تعالى.
٢. قوله تعالى : (ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ). (٢)
٣. وقوله عزّ من قائل : (لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً). (٣)
أي أنّه لا يحقّ لأحد أن يشفع إلّا تلك الطائفة التي قد وعدها سبحانه وتعالى بأن يمنحها مقام الشفاعة وقد أخذت منه سبحانه عهداً بذلك.
أضف إلى ذلك أنّ الآية تشير إلى مفهوم آخر ، وهو أنّ جميع الآلهة الباطلة لا تمتلك حق الشفاعة ، ولم يمنحها الله سبحانه وتعالى ذلك ، نعم هناك حالة استثناها القرآن الكريم وهو السيد المسيح عليهالسلام فبالرغم من أنّه قد عُبد من قبل المسيحيّين ، إلّا أنّه تعالى قد منحه هذا المقام ، وما ذلك إلّا لأنّه عليهالسلام كان على خط التوحيد والوحدانية والخضوع والعبودية لله تعالى.
٤. وقوله سبحانه : (يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً). (٤)
__________________
(١) البقرة : ٢٥٥.
(٢) يونس : ٣.
(٣) مريم : ٨٧. والمراد من (لا يملكون) هو الآلهة الباطلة التي وردت في الآية ٨١ من نفس السورة (واتخذوا من دون الله آلهة).
(٤) طه : ١٠٩.