إنّ مركز الخلل في هذا التفكير هو أنّ أصحاب هذا الاتّجاه اعتبروا كلّ تعظيم عبادة ، والحال أنّ حقيقة مفهوم العبادة تتحقّق مع وجود شرطين أساسيّين ، هما : التعظيم أوّلاً ، وأن يكون هذا التعظيم والخشوع والخضوع مقترناً ونابعاً من الاعتقاد بكون «المخشوع له» ربّاً أو فوّضت إليه بعض صفات الرب ثانياً.
والحال أنّ القائمين بتلك المجالس في جميع أرجاء العالم منزهون من هذا الاعتقاد الخاطئ ، بل يعتقدون اعتقاداً راسخاً أنّ النبي الأكرم رسول كريم وواسطة بينهم وبين الله تعالى.
أضف إلى ذلك لو سلّمنا بأنّ التعظيم يعتبر نوعاً من العبادة ، فحينئذ لا تجد موحداً على وجه الأرض أبداً ، لأنّه ما من إنسان إلّا ويعظّم شيئاً آخر ، مثل الأب والأُمّ أو الأُستاذ أو ... ، وهل تجد عاقلاً يلتزم بهذه النتيجة الواضحة البطلان؟!