فقال : هل عليّ غيرهن؟ قال : «لا ... إلّا أن تطوّع ، وصيام شهر رمضان».
فقال : هل عليّ غيره؟
قال : «لا ... إلّا أن تطوّع» ، وذكر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الزكاة.
فقال الرجل : هل عليّ غيره؟ قال : «لا إلّا أن تطوع».
فأدبر الرجل وهو يقول : والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أفلح ـ وأبيه ـ إن صدق».
أو قال : «دخل الجنة ـ وأبيه ـ إن صدق». (١)
ولم يختص الأمر بالرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل تجد ربيب الرسالة وتلميذ النبي الأكرم والنموذج السامي للرجال المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب يضمّن خطبه وكلماته ـ التي تنبع كلّها من عين الرسالة المحمدية وتنهل من نميرها ـ بهذا النحو من الحلف ، فيقسم عليهالسلام كثيراً بنفسه ويقول : «لعمري» (٢) أو يقسم بعمر أب مخاطبه فيقول : «لعمر أبيك». (٣)
وقد حلف غير واحد من الصحابة بغيره سبحانه ، فهذا أبو بكر بن أبي قحافة ـ على ما يرويه مالك في الموطّأ ـ قد حلف بغير الله ، قال مالك : إنّ رجلاً من أهل اليمن أقطع اليد والرجل ، قدم فنزل على أبي بكر فشكا إليه انّ عامل اليمن قد ظلمه ، فكان يصلّي من الليل ، فيقول أبو بكر : «وأبيك ما ليلك بليل سارق». (٤)
__________________
(١) صحيح مسلم : ١ / ٣٢ ، باب ما هو الإسلام.
(٢) انظر نهج البلاغة : الخطبة ٢٤ ، ٣٣ ، ٥٦ ، ٨٩.
(٣) نهج البلاغة : الخطبة ٢٥.
(٤) موطأ مالك بشرح الزرقاني : ٤ / ١٥٩ ، الحديث ٥٨٠.