الأفكار مدعوماً بالحماية والإسناد العسكري من قبل بعض شيوخ قبائل نجد ، وشرع في غزو المناطق الإسلامية في الحجاز والعراق والشام واليمن ، ما بين النصف الثاني من القرن الثاني عشر إلى أوّليات القرن الثالث عشر الهجري المقارن للتاسع عشر الميلادي في الوقت الذي كانت فيه البلاد الإسلامية تتعرّض لحملة صليبية جديدة من أربعة محاور.
فلقد استطاع الإنجليز السيطرة على القسم الأعظم من الأراضي الهندية ، وتمكّنوا من إنهاء الامبراطورية التيمورية الإسلامية فيها بقوّة السلاح تارة ، وبالخديعة والمكر أُخرى. وكان يجول في أذهانهم حلم الهيمنة على أراضي البنجاب وكابل والخليج الفارسي ، ولقد كانت طلائع جيوشهم تسير بخطى متواصلة زاحفة باتّجاه جنوب إيران وغربه.
وأمّا الفرنسيون فقد تمكّنوا وبقيادة نابليون من احتلال كلّ من مصر وسورية وفلسطين والهيمنة على مقدّراتها في الوقت الذي كانت فيه الامبراطورية الإسلامية العثمانية منشغلة بكيفية معالجة المشكلة في الأراضي الهندية.
ومن جهة ثالثة نجد الروس (من أتباع الروم الشرقية) أيضاً يفكّرون في التوسّع من خلال اقتطاع جزء من أشلاء جسد الأُمّة الإسلامية ، وذلك في محورين : الأوّل : يتمثّل في التقدّم باتّجاه القسطنطينية وفلسطين ، والمحور الثاني يتمثّل في الزحف نحو الأراضي الإيرانية وصولاً إلى الخليج الفارسي.
ومن هنا جعلوا في أولويات عملهم الهيمنة العسكرية على الأراضي الإيرانية وتوابع الامبراطورية العثمانية في أُوروبا والقفقاز.
بل حتى الأمريكان اشرأبّت أعناقهم وسال لعابهم للهيمنة على بعض الأراضي الإسلامية وإمكاناتها ، في شمال إفريقيا ، وقد قاموا فعلاً ولتحقيق حلمهم