وتحمل في طياتها من الخلل والسقم ما لا يخفى ، وبيّنا وهنها وضعفها وبعدها عن منطق العقل والبرهان ومفاهيم القرآن والسنّة المطهّرة ، كما سيتّضح ذلك من البحوث القادمة إن شاء الله تعالى؟!
وعلى كلّ حال فقد تعرّضت أفكار ابن تيمية للنقد والتفنيد منذ الأيام الأُولى لإثارتها ، ولقد كانت الردود والنقود بدرجة من القوّة والمتانة بحيث استطاعت أن تدحر آراءه ومذهبه وتقصيهما عن الساحة في السنين الأُولى ؛ ولكن بالرغم من ذلك وبعد خمسة قرون من الانزواء والإهمال ، أخذت تلك الآراء في العودة إلى الساحة الإسلامية والظهور في الأوساط العلمية من جديد على يد رجل يدعى محمد بن عبد الوهاب. حيث تمكّن الرجل من نفض غبار العزلة والانزواء عنها وإعادتها إلى الوجود ، ولكن لا على أساس من المنطق والدليل والبرهان ، بل تحت سطوة السلطان وحد السيف ، ممّا أودى بحياة الكثير من المسلمين وسلب ذراريهم ونهب أموالهم ، ويكفي في إثبات ذلك مطالعة تاريخ الجزيرة العربية في تلك الفترة وما تلاها. وبهذا تمكّن الرجل من إحداث شرخ في جسد الأُمة الإسلامية وتمزيق صفّها من جديد.
والغريب في الأمر ـ والذي يؤسف له بشدة ـ أنّ إثارة أفكار ابن تيمية من قبل محمد بن عبد الوهاب قد تمّت في ظروف شديدة الحساسية والخطورة بنحو لا تقل عن حساسية وخطورة الظروف التي أثار ابن تيمية أفكاره فيها ، إن لم تكن أشدّ خطورة وحسّاسية ، وكأنّه قد وضعت تلك الأفكار من أجل إيجاد الفرقة والتشتّت والتصدّع في جسد الأُمّة الإسلامية في أحلك الظروف وأصعبها!!
فلقد روّج محمد بن عبد الوهاب ـ والذي نسبت الطريقة إليه ـ لتلك