الباقي على المقاتلين سهم للراجل وسهمان للفارس. (١)
وأمّا المؤرّخ ابن بشر النجدي فهو الآخر تحدّث عن تلك الهجمات والتجاوزات التي ارتكبها الوهابيون في العتبات المقدّسة. (٢)
وهكذا نقل لنا الكاتب كوران سيز وصف تلك الواقعة حيث قال :
وقد جرت العادة أن يحتفل الشيعة كلّ عام بعيد الغدير في يوم الغدير في النجف الأشرف ، فخرج أهالي كربلاء عن بلدتهم ، فانتهز الوهابيون فرصة غيابهم عن البلدة واقتحموها ، وهم حوالي اثنا عشر ألف جندي ، ولم يكن في البلدة إلّا عدد قليل من الرجال المستضعفين ، قتلهم الوهابيون ولم يبقوا أحداً منهم حيّاً ، ويقدّر عدد الضحايا خلال يوم واحد بثلاثة آلاف.
وأمّا السلب فكان فوق الوصف ، ويقال : إنّ مائتي بعير حمّلت فوق طاقاتها بالمنهوبات الثمينة ، فقد استولى الوهابيون على كلّ الكنوز والأموال الثمينة ، وجرّدوا القبة من صفائح النحاس المطلية بالذهب. (٣)
وقد يتصوّر البعض أنّ الاعتداء والغزو الوهابي اختصّ بالشيعة فقط وأنّ باقي المسلمين كانوا في مأمن ومنأى عن تلك التجاوزات والغارات ، وهذا في الواقع تصوّر ساذج بعيد عن الواقع ، بل الحقيقة أنّ الظلم الوهابي شمل كافّة المسلمين ولم ينج منهم سكان البلاد الإسلامية الأُخرى كالحجاز والشام واليمن ، و ... ، ولا ريب أنّ استقصاء تلك الوقائع والاعتداءات على بلاد المسلمين يحتاج إلى تأليف مفرد ، ولذلك سنكتفي بذكر بعض النماذج فقط.
__________________
(١) تاريخ المملكة العربية السعودية : ٣ / ٧٣.
(٢) عنوان المجد في تاريخ نجد : ١ / ٣٣٧.
(٣) تاريخ البلاد العربية : ١٢٦ ـ ١٢٧.