أحد الزمانين مجتمعا مع صاحبه. ثمّ الزمان قيل : هو مقدار الحركة الفلكية العليا ، وقيل : مقدار الوجود ، وعلى ذلك كلّه أدلّة هي بالمطوّلات أشبه.
والكمّ قد يكون بالذات كالذي عددناه ، وقد يكون بالعرض ، وهو إمّا معروض ذلك كالجسم الطبيعي أو عارضا له كالسواد القائم بالجسم والسطح ، ويوصف بالزيادة والنقصان والكثرة والقلة ، ولا يوصف بالشدة والضعف ، وهو ظاهر.
الثانية : كلّ من الأين والمتى قد يكون حقيقيا ، وهو حصول الشيء في المكان الخاص به والزمان الخاص به ، وغير حقيقي ، وهو نسبة إلى مكان عامّ أو زمان كذلك كقولنا : زيد في الدار وفي سنة كذا.
الثالثة : الوضع يحصل للشيء بحسب نسبة أجزائه إلى الأمور الخارجية عنه ، ككون رأس زيد مثلا قريبا من السقف ورجليه قريبين من الأرض ، وبحسب نسبة أجزائه بعضها إلى بعض ككون رأسه فوق رجليه وهما تحته ، أو (١) يقع فيه التضادّ كالقيام والانتكاس والشدّة والضعف كالانتصاب ، فإنّه يكون شديدا وضعيفا.
الرابعة : الملك ، قيل : هو نسبة التملّك ، وقيل : كون الشيء محاطا لغير أو محيطا بغيره ، ولحقائقها اختلفت العبارات في التعبير عنها.
الخامسة : المضاف فيقال لنفس الإضافة ، أعني العارض للشيء باعتبار قياسه إلى غيره كالأبوّة والبنوّة وهو الحقيقي ، ويقال لمعروض ذلك كالأب والابن وهو المشهوري ، ويجب فيه الانعكاس والتكافؤ.
أمّا الأوّل : فمعناه إضافة كلّ منهما إلى صاحبه من حيث إنّه مضاف إليه ، فإنّه كما أنّ الأب أب للابن (٢) كذا الابن ابن للأب (٣) ، وقيّدنا بحيثية الإضافة ، لأنّه لو أخذ المضاف مجرّدا عن الإضافة لم يجب الانعكاس ، فإنّه إذا قيل : الرأس رأس الإنسان
__________________
(١) و ـ خ : (آ).
(٢) أب الابن ـ خ : (آ).
(٣) ابن الأب ـ خ : (آ).