وقد وصلوا في نيّاتهم الممقوتة إلى حدّ غير بعيد بعد رحلة سيّدنا وأستاذنا الإمام المرجع الأعلى للشيعة الإمامية في الأقطار الإسلامية المجتهد الأكبر السيّد الطباطبائي الحكيم قدّس الله روحه ، وقد رحل إلى جوار رحمة ربّه في ٢٧ ربيع الأول سنة ١٣٩٠ وسنة ١٣٤٩ ه ش.
وبعد وفاته قدسسره تفرّق غالب أفراد جامعة النجف الأشرف «جامعة أمير المؤمنينعليهالسلام وباب مدينة علم النبي صلىاللهعليهوآله» كالكواكب المنتشرة في أرجاء الغبراء وتفرقوا في البلدان ولا سيما في إيران.
وقد شاهدنا في هذه السنين الأخيرة بأعيننا ما كنّا فهمناه قبل عدّة سنين كما ذكرنا ذلك في تعاليقنا التي أشرنا إليها ، فراجع.
نسأل الله تعالى أن يحفظ جامعة النجف وحوزتها العلميّة تحت زعامة سيدنا وأستاذنا المرجع الأعلى للشيعة اليوم المجتهد الأكبر السيّد الخوئي أدام الله تعالى ظلّه الوارف.
وزعامة أستاذنا المرجع الأكبر والمجتهد الفقيه الحكيم المجاهد الأشهر سيدنا الموسوي الخميني دام ظلّه الوارف.
وزعامة سيّدي الأخ الأعظم الأمجد المفكّر الإسلامي الكبير المجتهد المرجع الشهير نابغة العالم الإسلامي السيّد محمد باقر الصدر الموسوي دام ظلّه الوارف.
نسأل الله تعالى العناية الخاصة لجامعة النجف الأشرف بحقّ حجّته في أرضه بقية الله في العالمين أرواحنا فداه ، وأن يشيدها ويجمع شملها وأن يبيد ويضمحلّ من يسعى في حطّ مجدها وعظمتها وفي قلع أساسها ، حتّى يكون للطلّاب المجتمعين في تلك الجامعة تحت قيادة كبراء المراجع وزعامتهم إقبالا تامّا ورغبة ملحّة إلى دراسة علم الكلام والبحث حوله بالنحو الأتمّ الأكمل متنا وخارجا ، فإنّ في نبذ الطلّاب علم الكلام إلى ورائهم ظهريا مع عدم لفت الأنظار منهم إلى البحوث التي تتجدّد وتجدّدت في العصور الّتي نعيش فيها واكتفائهم ببعض العلوم التي لا تكفي في قلع أساس الأباطيل والأضاليل وقمع جرثومة الزندقة والإلحاد ، تساهلا بينا مع ما نشاهد بالعيان من شيوع الجهل والفساد وبثّ خصماء الإسلام العقائد الباطلة بين الناشئة بإيعاز من المستعمرين وأذنابهم الخونة.
وتوقّف طلّاب العلوم الدينية ولا سيما في الجامعات العلمية عن الانهماك في العلوم