عند أكثرهم أن يلفتوا أنظارهم إلى ذلك ، فإنّهم لم يشيروا إليه فيما أعلم.
وأمّا ما نقله في أعيان الشيعة ـ ج ٤٦ ص ٢٩ ، ط بيروت ـ من نسخة شرح الفصول ، أعني الأنوار الجلالية ولم يعرف مؤلّفها لذهاب أولها عبارة الشرح بقوله : «العلّامة المعظّم السعيد ذي الجدّ الحميد ركن الملة» ... إلى آخرها من زيادة لفظ «ذي» قبل «الجد» فنا شيء من سقامة النسخة أو من عدم لفت النظر إلى معنى «الجدّ الحميد» وأنّ ركن الدين هو جدّ الشارح وهو الفاضل المقداد (ره) فزادوا لفظ «ذي» ليستقيم المعنى.
ولكن لفظ «ذي» ليس في النسخة الموجودة عندي من الأنوار الجلالية في شرح الفصول النصيرية وتاريخ كتابة النسخة سنة ٨٥١.
وأيضا ليس لفظ «ذي» في نسخة أخرى من الشرح المذكور الساقط آخرها ، وليست هذه النسخة في القدم كالأولى ، فبقرينة هذين النسختين يعلم أنّ لفظ «ذي» من زيادات الناسخين في النسخة التي نقل سيد الأعيان عنها ، والسبب في ذلك ما ذكرناه ، والله العالم.
فالشيخ الفاضل المصنّف (ره) عربي صميم من جانب الأب وأسدي النسب وعجمي إيراني من طرف الأمّ.
وجدّه ركن الدين الجرجاني قدسسره كان قاطنا في العراق ومتوطّنا في النجف الأشرف والحلّة ، وكان من تلامذة آية الله على الإطلاق «العلّامة» قدس الله روحه.
وقد صرح سيد الأعيان في أعيان الشيعة بتوطّن ركن الدين رحمهالله في أرض الغري ، وقال : «ركن الدين محمد بن علي الجرجاني محتدا الأسترآبادي منشأ مولدا الحلّي الغروي مسكنا» (١).
كما أنّ السيّد المحقّق صاحب روضات الجنات صرّح بكونه جرجاني المحتد والأسترآبادي
__________________
ـ شيخنا الطهراني على الصراط المستقيم للبياضي في المجلد الثاني ، ومعجم المؤلفين ، والأعلام للزركلي ، ومقدّمة مقابس الأنوار للتستري (ره) ، ولباب الألقاب ، والإسناد المصفّى. نعم ذكر بعض من صنف رسالة في تقليد الميت أنّ ركن الدين الجرجاني هو جدّ الشيخ المقداد (ره) لأمّه ووجدت ذلك فيها حين طبع هذه التعليقة ، ثمّ وجدت في كشف الحجب تصريحه بكون ركن الدين الجرجاني (ره) جدّ الفاضل (ره) ، انظر ص ٤٧١ ، طبعة الهند.
(١) أعيان الشيعة ، ج ٤٦ ، ص ٢٩ ، وج ٤٨ ، ص ٩٤ ، طبعة بيروت.