معارضته بمثل كتابه لو كان مقدورا مع سهولة الكلام عليهم ، فيكون معجزة (١) لانطباق تعريفه عليه.
لا يقال : نمنع كونه عليهالسلام أتى (٢) بالقرآن ، قولكم : إنّه متواتر قلنا : ممنوع لقلّة الحفظة له في زمانه عليهالسلام.
سلّمنا لكن المتواتر جملته لا جزئياته ، فلا تكون آيات التحدّي متواترة (٣).
سلّمنا لكن نمنع كون الآتي به هو محمد صلىاللهعليهوآله لجواز أن يكون غيره ، فنقله هذا ونسبه إلى نفسه.
سلّمنا لكن كتابكم يدلّ على أنّه من عند غير الله ؛ لقوله : (وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (٤) والاختلاف حاصل لفظا بالقراءات السبعة ، ومعنى بالمحكم والمتشابه والخاصّ والعامّ والناسخ والمنسوخ.
سلّمنا لكن نمنع عدم معارضته ؛ لجواز وجودها ولم ينقل إلينا.
سلّمنا لكن لا نسلّم أن يكون (٥) عدم المعارضة للعجز ؛ لجواز القدرة وعدم الاحتفال به أو للخوف.
لأنّا نقول : الجواب عن الأوّل بأنّه مكابرة غير مسموعة.
وعن الثاني بأنّ تعريف المتواتر حاصل هنا ، وقلّة الحفظة لا تضرّنا.
وعن الثالث بأنّا نعلم ضرورة تواتر آحاده كما علمنا تواتر جملته ، ولأنّ تواتر جملته يستلزم تواتر آحاده ؛ لاستحالة وجود المركّب بدون جزئه.
وعن الرابع بأنّه مكابرة أيضا ؛ إذ انتسابه إلى هذا الشخص معلوم ضرورة ، ولدلالة القرآن على تخصيصه به كقوله تعالى : (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ) (٦) (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ
__________________
(١) معجزا ـ خ : (د).
(٢) أتى بقوله ـ خ : (د).
(٣) سلّمنا لكن المتواتر ـ إلى قوله ـ : متواترة ـ من ـ خ : (آ).
(٤) النساء ٤ : ٨٢.
(٥) أن يكون ـ خ : (د).
(٦) التوبة ٩ : ٢٥.