ويجوز خلوّ الزمان عن إمام عند بعضهم ، وكذا جوّزوا قيام إمامين في بقعتين متباعدتين ولم يقولوا بإمامة زين العابدين عليهالسلام ؛ لأنّه لم يشهر سيفه في الدعوة إلى الله ، وقالوا بإمامة ابنه زيد ، لقيامه وشهره سيفه وبه لقّبوا ، لمفارقتهم سائر الشيعة بإمامته ، ولقّبوا باقي الشيعة بالرافضة لرفضهم زيدا ، وقالوا بعد زيد بمن اجتمعت فيه الشرائط من العترة إلى زماننا هذا ، وسيأتي البحث معهم.
وقالت الكيسانية بإمامة محمّد بن الحنفية بعد أخيه الحسين عليهالسلام ، وقالوا : إنّه المنتظر، أي المهدي الذي يملأ الأرض عدلا ، وهو الآن مستتر في جبل رضوى (١) بقرب المدينة ، وبعضهم قدّمه على عليّ بن الحسين عليهالسلام وبعضهم ساق الإمامة إلى ابنه هاشم ثمّ إلى غيره ، ولهم فرق والآن هم منقرضون.
وقالت الإسماعيلية : الإمام في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله هو عليّ عليهالسلام ، وبعده ابنه الحسن عليهالسلام إماما مستودعا ، وبعده الحسين عليهالسلام إماما مستقرا ، ولذلك لم تذهب الإمامة من ذرّية الحسين عليهالسلام ثمّ ابنه عليّ بن الحسين زين العابدين عليهالسلام ثمّ ابنه محمد الباقر عليهالسلام ثمّ ابنه جعفر الصادق عليهالسلام ، ثمّ انتقلت إلى اسماعيل وهو السابع ، ولقّبوا بالاسماعيلية لقولهم بإمامته ، وبالسبعية لأنّهم وقفوا على الأئمّة السبعة ، والباطنية لقولهم : كلّ ظاهر له باطن ، والملاحدة لعدولهم عن ظاهر الشريعة إلى باطنها ، وقالوا : إنّ الأئمة في عهد محمد بن إسماعيل صاروا مستورين ، ثمّ ظهر المهدي في بلاد المغرب وادّعى أنّه من أولاد إسماعيل واتّصل أولاده ابنا بعد ابن إلى المنتصر ، واختلفوا بعده فقال بعضهم بإمامة نزار ابنه ، وبعضهم بإمامة المستعلي بالله ، وبعد نزار استتر أئمة النزاريين واتّصلت بإمامة المستعلويين إلى أن انقطعت في العاضد ، وكان الحسن بن محمد بن علي الصباح المستعلي على قلعة الموت من دعاة النزاريين ، ثمّ ادّعوا بعده أنّ الحسن الملقّب بعلي ذكره السّلام [لكن (٢) من حيث الرئاسة الدنيوية لا الدينية ولطفيّته بالاعتبار
__________________
(١) هنا تعليق يأتي في آخر الكتاب.
(٢) من قوله : لكن من حيث ... ـ إلى قوله ـ : لكن نقول ـ من ـ خ : (د) والظاهر أنّه لا ربط لهذه الجملات المذكورة ما بين القوسين على المطلب في هذا المقام ويأتي من ـ خ : (آ) وجود هذه الجملات عند بيان قاعدة ـ