الثاني : بالإسناد عن عبد الرحمن بن سمرة (١) قال : قلت : يا رسول الله أرشدني إلى النجاة فقال : يا ابن سمرة إذا اختلفت الأهواء وتفرّقت الآراء فعليك بعليّ بن أبي طالبعليهالسلام فإنّه إمام أمّتي وخليفتي عليهم.
الثالث : بالإسناد عن سلمان الفارسي رضي الله عنه ، قال : دخلت على رسول اللهصلىاللهعليهوآله وإذا الحسين عليهالسلام على فخذيه ، وهو يقبّل عينيه ويلثم فاه وهو يقول : أنت سيّد وابن سيّد ، أنت إمام ابن إمام أبو الأئمة ، وأنت حجّة ابن حجّة أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم» إلى غير ذلك من الأحاديث التي لا تعدّ ولا تحصى كثرة.
لا يقال : نمنع ما ذكرتم وإلّا لنقله غيركم كما نقلتموه لتوفّر الدواعي على نقل مثله.
سلّمنا ، لكن نمنع كونه متواترا وإلّا لأفادنا علما كما أفادكم ؛ لأنّا نجيب عن الأوّل : بأنّه منقوض بفصول الإقامة هل هي مثنّى أو فرادى ، وجهر التسمية وسرّها ، وكمعجزات الرسول صلىاللهعليهوآله ، والفرق بين الإقامة والتسمية بكونها من الفروع ومخالفتهما (٢) لا توجب بدعة ولا تكفيرا وبين الإمامة التي هي من الأصول يبدع ويكفر مخالفها ، فلم تتوفّر الداعية على الأوّل فلم ينقل بخلاف الثاني ، وبكون مشاهدي المعجزات قليلين باطل.
أمّا الأوّلان فلأنّهما يقضيان شرعا مكرّرا في كلّ يوم وليلة خمس مرات ، فالداعية متوفّرة ، هذا مع أنّ الداعية إلى عدم نقل النصّ حاصلة له ، كالحسد له عليهالسلام والمعاندة وغلبة شياطينهم وغير ذلك.
وأمّا المعجزات وقلّة مشاهديها فنقول : في النصّ كذلك ، ولا يخرجه قلّة السامع
__________________
(١) سمرة ـ بفتح السين المهملة وضمّ الميم وفتح الراء المهملة والهاء ـ سمّي به جماعة من الصحابة وغيرهم وفي ـ خ : (آ) ثمرة بالثاء المثلّثة وهو غلط ، وسمرة شجر معروف. وعبد الرحمن من الصحابة عدّه الشيخ (ره) في رجاله من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله وسكن البصرة ، وهو فاتح سجستان وغيرها وتوفّي في البصرة سنة ٥٠ ، وقيل سنة ٥١ وإليه تنسب سكّة سمرة بالبصرة ، وكان متواضعا فإذا كان اليوم المطير لبس برنسا وأخذ المسحاة فكنس الطريق. انظر إلى أسد الغابة لابن الأثير.
(٢) ومخالفتها ـ خ : (آ).