الأولى بالتصرّف للاستعمال نحو مولى العبد أولى به. ولقوله تعالى : (النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ)(١) أولى بكم ، ولأنّ غيره من معانيها إمّا محال الإرادة كالمعتق والمعتق ، وإمّا ظاهر لا فائدة في إعلامه كابن العمّ والجار والسيد أو الدلالة تدفعه كالناصر ؛ ولأنّ مقدّمة الخبر وهو قوله : «ألست أولى بكم» نصّ فيه (٢) فيكون عليّ عليهالسلام أولى بنا وهو المطلوب ، ولذلك هنّأه الصحابة بذلك المقام حتّى قال عمر : بخ بخ لك يا عليّ أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة ، وبذلك يبطل حمله على واقعة زيد (٣) وأيضا فإنّ زيدا قتل في مؤتة (٤) سنة ثمان من الهجرة ؛ ولأنّ عليّا عليهالسلام احتجّ به على الصحابة (٥) ولم يردّوا عليه دلالته على مطلوبه.
الثالث : حديث المنزلة ، وهو قوله عليهالسلام : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي» وهو أيضا متواتر متفق على نقله (٦) وذكره البخاري ومسلم ، والمراد بالمنزلة جميع المنازل وإلّا لما حسن الاستثناء ، فيكون لعليّ عليهالسلام جميع منازل هارون إلّا النبوّة ومن جملتها أنّه خليفة له بعد وفاته ، لأنّ هارون لو عاش لكان كذلك لمكان عصمته المقتضية لوجوب تقديمه ، ولأنّه خليفة له حال حياته ؛ لقوله : (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي) (٧) فعزله حطّ لمرتبته ؛ ولأنّه كان شريكا في الرسالة فيكون شريكا في فرض الطاعة فيكون لعلي عليهالسلام مثله، وهو المطلوب.
__________________
(١) الحديد ٥٧ : ١٥.
(٢) في حقّه ـ خ : (د) قال فخر الدين الرازي في كتابه الأربعين : قوله صلىاللهعليهوآله : من كنت مولاه فعليّ مولاه. ولفظ المولى في حقّ محمد صلىاللهعليهوآله لا شكّ أنّه يفيد أنّه كان مخدوما للكلّ وصاحب الأمر فيهم ، وإذا كان الأمر كذلك وجب أن يقال في علي عليهالسلام : إنّه أيضا مخدوم لكلّ الأمة ونافذ الحكم فيهم ، وهذا يوجب كونه أفضل الخلق. والذي يدلّ على أنّه يفيد المعنى الذي ذكرناه : ما نقل أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لما ذكر هذا الكلام قال عمر لعلي : بخ بخ يا علي أصبحت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة ـ ص ٤٧٣ طبعة حيدرآباد.
(٣) هنا تعليق يأتي في آخر الكتاب.
(٤) بموتة ـ خ : (آ).
(٥) هنا تعليق يأتي في آخر الكتاب.
(٦) انظر إلى عبقات الأنوار للسيد العلامة المجاهد الأكبر السيد مير حامد حسين اللكنهوئي قدّس الله روحه.
(٧) الأعراف ٧ : ١٤٢.