لا تصلح إلّا بي أو بك ، فأرجف المنافقون به فخرج إليه عليهالسلام وقال : إنّ المنافقين أرجفوا بي وقالوا : إنّك خلفتني استثقالا وتحرّزا منّي فقال صلىاللهعليهوآله : كذبوا إنّما خلفتك لما تركت من ورائي فارجع فاخلفني ، أفلا (١) ترضى يا عليّ أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي؟
وفي هذه القصة دلالة على إمامته بعده ؛ لأنّه لم يعزله قبل موته ولا بعده فيكون خليفة عليها بعده ، وكلّ من قال : إنّه خليفة عليها بعده قال : إنّه خليفة على غيرها ، وهو المطلوب.
السادس : أنّه صلىاللهعليهوآله لمّا بعث أبا بكر لتبليغ سورة براءة ، وقيل آيات منها وكلمات أخرى نزل عليه جبرائيل عليهالسلام وقال : لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك ، فبعثصلىاللهعليهوآله عليّا عليهالسلام وعزله وأخذ السورة منه ، فلمّا رجع أبو بكر قال : ما لي هل نزل فيّ شيء؟ قال : «أجل لم يكن ليبلّغها (٢) إلّا أنا أو رجل منّي» وإذا كان تبليغ سورة وأربع كلمات إلى قوم مخصوصين لا يجوز إلّا من رسول الله صلىاللهعليهوآله أو رجل منه ، فتبليغ الشرع وولاية الأمة كافة في الدين والدنيا لا يجوز أيضا إلّا منه صلىاللهعليهوآله أو رجل منه بطريق الأولى ، وهو علي عليهالسلام ، وهو المطلوب.
وفي هذه دلالة على عدم صلاحية أبي بكر للولاية صريحا ؛ لأنّه إذا لم يكن صالحا لتبليغ آيات وكلمات فبالأولى أن لا يكون رئيسا على السادات في كافة أمور الديانات.
السابع : قوله صلىاللهعليهوآله : «أنت أخي ووصيّي وخليفتي من بعدي» و «قاضي ديني» والاستدلال به من وجهين :
الأوّل : أنت وصيي ، وهذا لا ينكره أحد فإمّا أن يريد بذلك التصرّف في كلّ ما كان للنبيّ صلىاللهعليهوآله أن يتصرّف فيه أو بعضه. والثاني : باطل ؛ لإطلاق اللفظ وعدم تقييده وعدم قرينة دالة على التقييد ، فلو أريد لكان تلبيسا وهو غير جائز منه صلىاللهعليهوآله ، فتعيّن
__________________
(١) ألا ـ خ : (آ).
(٢) ليأخذها ـ خ : (آ).