ومحمّد صلىاللهعليهوآله حارب وكان فرضه الجهاد (١) ، والأحكام تتغيّر بحسب تغيّر المصالح.
وأمّا الثاني فقد أجاب شيخنا المفيد (ره) بأنّ شيعته غير معصومين ، فجاز أن تدعوهم دواعي الشيطان إلى إغرائه ؛ طمعا في الدنيا كما دعت أمم الأنبياء إلى الارتداد عن شرائعهم ، وكما عاند قوم موسى عليهالسلام أخاه هارون وارتدّوا.
وفي هذا نظر.
وأجاب غيره بأنّا نجوّز ذلك ولا نحيله ، لكن ليس (٢) كلّ جائز يجب وقوعه ، بل إذا وجد سبب وجوده ، وهو غير حاصل هنا ، لأنّهم ينتفعون بلطفيته حال غيبته فلا مرجّح لظهوره (٣) ، وهذا أقوى عندي.
الثالثة : في طول بقائه عليهالسلام (٤) ، ولا شكّ في إمكانه ؛ لكون الفاعل قادرا مختارا كما تقدّم ، وقد وقع تعمير أقوام مثل عمره عليهالسلام وأزيد وأنقص ، فإنّ الخضر عليهالسلام موجود اتّفاقا وكان قبل موسى عليهالسلام على عهد «افريدون» وكذلك السامري والدجّال من الأشقياء ، وقد نصّ القرآن على أنّ نوحا عليهالسلام لبث في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاما وجاء في الأخبار أنّه عاش ألفي سنة وزائدا ، وكذلك لقمان عاش سبعة آلاف سنة وهو صاحب النسور (٥) وأخبار المعمّرين شائعة بذلك ، من وقف عليها عرف صحة ما قلنا (٦).
__________________
(١) ومحمّد صلىاللهعليهوآله إلى قوله : فرضه الجهاد ـ خ : (د).
(٢) على كلّ ـ خ : (د).
(٣) قال السيد علم الهدى (ره) في رسالته الموجزة في الغيبة ما هذا لفظه : نحن نجوّز أن يصل إليه كثير من أوليائه والقائلين بإمامته فينتفعون به ... الخ انظر نفائس المخطوطات المجموعة الرابعة ص ١٢ طبعة بغداد.
(٤) وقد تحقّق في هذه العصور الأخيرة أنّ الإنسان يمكن أن يعيش آلاف السنين ، راجع مجلّدات مجلة المقتطف وكتاب المهدي لسيدنا الأستاذ العلامة السيد صدر الدين الصدر الموسوي نزيل «قم» والمتوفّى بها سنة ١٣٧٣ قدّس الله روحه.
(٥) هنا تعليق يأتي في آخر الكتاب.
(٦) انظر إلى كتاب «المعمّرون» لأبي حاتم السجستاني المتوفّى ٢٥٠ ـ مطبوع. وانظر إلى كتاب كنز الفوائد للعلامة الكراجكي (ره) له كتاب البرهان على صحة عمر الإمام صاحب الزمان عليهالسلام أدرجه في كنز الفوائد ، فراجع.