صدرت منه ، ثمّ لم يرده أبو بكر ولا عمر ، فلمّا ولي ردّه وقرّبه وأعطاه مائة ألف درهم واستوزر ابنه مروان وسلّطه على رقاب الناس.
الرابع : أنّه أعطى أقاربه من بيت مال المسلمين ما لا يجوز ، فأعطى مروان خمس إفريقية وعبد الله بن خالد بن أسيد أربعمائة ألف درهم ، وأقطع الحارث بن الحكم موضع سوق بالمدينة يعرف بمهزور (١) ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله قد تصدّق به على المسلمين ، وأقطع مروان فدكا ملك فاطمة عليهاالسلام ، وأعطى عبد الله بن أبي سرح جميع ما أفاء الله من مال إفريقية بالمغرب ، وأعطى أبا سفيان بن حرب مائتي ألف درهم من بيت المال ، في اليوم الذي أمر لمروان فيه بمائة ألف وقد كان زوجه ابنته أمّ أبان (٢) وزوج ابنته عائشة الحارث بن الحكم وأعطاه مائة ألف درهم من بيت المال.
الخامس : أنّه آذى كبار الصحابة ، فضرب عبد الله بن مسعود حتّى كسر بعض أضلاعه ومات وأحرق مصحفه ، وضرب عمّارا حتّى أصابه فتق ، وضرب أبا ذر ونفاه إلى الربذة.
السادس : أنّ عبيد الله بن عمر (٣) توهّم أنّ الهرمزان قتل أباه ، وكان قد أسلم فقتله ولم يقتص منه عثمان ، فلمّا ولي علي عليهالسلام هرب منه إلى معاوية (٤) ولمّا ثبت على الوليد شرب الخمر أراد سقوط الحدّ عنه فحدّه علي عليهالسلام ، وقال : لا يسقط حدّ الله وأنا حاضر.
السابع : أنّه حمى لنفسه ومنع المسلمين وهو مناف للشريعة ؛ لأنّ النبيّصلىاللهعليهوآله جعل الناس في الماء والكلاء شرعا سواء.
__________________
(١) بفتح أوّله وسكون ثانيه ثمّ زاء مضمومة وواو ساكنة وراء. كان قد تصدّق به رسول الله صلىاللهعليهوآله فاقطعه عثمان الحارث بن الحكم أخا مروان وفي ـ خ : (د) مهرور بالراء المهملة وهو تصحيف.
(٢) أمان ـ خ : (د) وهو تصحيف ، والصحيح ما أثبتناه من خ : (آ) وراجع كتاب نسب قريش للزبيري ص ١٠٤ ـ ١٠٥ والمعارف لابن قتيبة ص ١٩٨ طبعة دار الكتب.
(٣) في نسخة : (د) و (آ) عبد الله ، والصحيح عبيد الله.
(٤) وقتل عبيد الله في صفين.